القرنية هي ذلك الجزء الشفاف من العين  وتغطي ذلك الجزء الملون من العين الذي يتوسطه إنسان العين وهو الفتحة أو الثقب الموجود وسط العين،  وفيها يتم تركيز الضوء الساقط على العين؛ فلذلك يجب أن تحتفظ القرنية بشفافيتها واستواء سطحها ، وعندما تصاب القرنية فإنها تتورم أو تفقد استوائها أو تفقد شفافيتها،  يكون ذلك سبباُ في تشتت الضوء الساقط عليها ،ومن هنا يفقد الانسان القدرة على الرؤية بشكل سليم .

و في حالات الصابة هذه يلجأ الاطباء الي مجموعة من الإجراءات من أجل تصحيح هذا الخلل ومحاولة السيطرة علية بعمليات تصحيح الابصار والنظارات الطبية والعدسات، لكن في حالات معينة يكون التدخل الجراحي هو الحل الوحيد،  فيتم اجراء عمليات ترقيع القرنية، أو زرع القرنية. فمتى يلجأ الطبيب المعالج الى هذا الاجراء ؟

اذا كانت القرنية مصابة بتورم  شد يد يسبب الالم للمريض ،وفشل محولات العلاج بالأدوية وكذلك فشل استخدامات العدسات ،كما يعتبر تعرج القرنية الوراثي من الأسباب التي تدفع نحو التدخل الجراحي في القرنية ، وكذلك بعض الخطاء الناتجة عن التدخل الجراحي الذي يسبب فشل القرنية مثل جراحات “الكتراكت “،  وكذلك إصابة المريض بالقرنية المخروطية قد يكون سبباً للتدخل الجراحي، أو فشل عمليات تصحيح الإبصار وعدم الحصول على نتيجة جيدة وكذلك فشل القرنية الوراثي، وتجعد القرنية .

ولكي تتم عملية زرع القرنية لابد من الحرص على الخطوات الآتية:

أولا -لا بد من وجود متبرع بالقرنية التي سوف يتم تغييرها ويجب الا يكون مصابا بأية أمراض معدية كالفيروسات الكبدية أو الايدز أو أي مرض معد آخر،  ويكون المتبرع على دراية بخطوات العملية والنتائج المترتبة عليها بالنسبة له وللمتبرع له.

ثانيا -التأكد من سلامة وشفافية القرنية التي سيتم نقلها الي المريض بعد إجراء مجموعة من الفحوصات والاشاعات المعينة ، والتي يحددها الطبيب المعالج.

ثالثا- لا تستوجب جراحات زراعة القرنية إدخال المريض الى المستشفى قبل إجراء العملية بل يمكنه أن يحضر في الوقت الذي يحدده الطبيب بمعدة خالية من الطعام  لمده ست ساعات على الاقل.

رابعاً – يتم عمل الجراحة تحت تأثير مخدر موضعي او كلي حسب عمر المريض، وحسب ما يرى الطبيب المعالج.

خامساً-  يقوم الطبيب المعالج بإجراء العملية مستعيناً  بالميكروسكوب  الطبي ؛ حتي يتمكن من إزالة القرنية المصابة ،وكذلك يقوم بإزالة “الكتراكت” اذا كان المريض يعاني منه ، ويحدد الطبيب  حجم القرنية المطلوب إزالته، ثم يقوم بتثبيت القرنية المنقولة بخياطتها،  وبعدها يقوم بتغطية العين، ويمكن أن يعود المريض إلى بيته بعد البقاء لفترة افاقة قليلة ، والطبيب هو المسئول عن تحديد زمن إزالة الغرز الجراحية  حسب حالة المريض وسرعة  جسمه  في التئام الجروح.

سادساً- بعد اجراء العملية ينصح الطبيب المريض بعدم فرك عينه أو الضغط عليها ، ويحدد له نوعية القطرات التي يمكن أن يستخدمها، والادوية تالتي يتناولها مثل : مضادات الالتهابات والمسكنات .كما  يمكن للمريض ممارسة أعماله الروتينية بعيداً عن الحركات العنيفة، ويجب أن يرتدي نظارة أو غطاء للعين في فترة النقاهة .

ومن الممكن أن تحدث بعض المضاعفات بعد إجراء العملية مثل رفض الجسم للقرنية الجديدة وهو أمر وارد بنسب تتراوح بين 10- 30 % من حالات زرع القرنية. وكذلك قد يحدث ورم أو انفصال في شبكية العين، أو حساسية العين،  ويمكن أن  يتطور الامر ويحدث نزيف في العين، وكل هذه المضاعفات يمكن التغلب عليها في حالة المتابعة المستمرة من الطبيب المعالج ، واتخاذ بعض الاجراءات  الاحترازية.