تغاير تلون القزحيتين

ماذا يقصد بتغاير تلون القزحيتين؟
يقصد بتغاير تلون القزحيتين أن يكون لكل عين تلون مختلف عن الأخرى، وذلك في الجزء الملون من العين.
في بعض أنواع هذه الحالة الطبية يكون الاختلاف اللوني غير كامل وعلى شكل بقع بلون مغاير للون القزحية السائد والطبيعي في العين.


هل هذا التغاير حالة خطيرة؟
أجاب الدكتور محمد حنتيرة أن الجواب ينقسم إلى شقين كما الاتي:
-    لا: وذلك إن كان تغاير تلون القزحيتين ظهر منذ الولادة، حيث أن تغاير تلون القزحيتين في هذه الحالة قد يكون مجرد اختلال بسيط في لون القزحية سببه جيني لا أكثر.
-    نعم: وذلك إن حدث تغاير تلون القزحيتين بشكل فجائي.

لتغاير تلون القزحيتين عدة أنوع كما الاتي:
•    تغاير تلون القزحيتين الكامل.
حيث يكون الاختلاف اللوني بين العينين تامًا، أي أن لون قزحية العين اليمنى يكون على سبيل المثال أزرق بالكامل، بينما يكون لون قزحية العين اليسرى أخضر بالكامل، أو بكلمات أخرى، تأتي كل عين بلون مختلف عن الأخرى.
•    تغاير تلون القزحيتين الجزئي.
في حالة تغاير تلون القزحيتين الجزئي يتخذ جزء من القزحية لونًا مختلفًا عن لون القزحية السائد في ذات العين.

•    تغاير تلون القزحيتين المركزي.
تغاير تلون القزحيتين المركزي يكون فيها لون الحلقة الداخلية من القزحية مختلفًا عن لون الحلقة الخارجية من القزحية.

أما عن أسباب تغاير تلون القزحيتين فذكر الدكتور حنتيرة أنه يوجد العديد من الأسباب وراء إصابة الشخص بحالة تغاير تلون القزحيتين، فبينما قد يولد الشخص مصابًا بهذه الحالة أو تنشأ لديه بعد الولادة بفترة قليلة، إلا أن البعض يصاب بها في مراحل لاحقة خلال حياته.
فيما يأتي أسباب تغاير تلون القزحيتين مقسمة وفقًا للعمر:

1. أسباب إصابة الأطفال بتغاير تلون القزحيتين
•    متلازمة هورنر (Horner’s syndrome)
متلازمة هورنر هي حالة طبية نادرة الحدوث، سببها خلل في أعصاب الوجه، وتشمل أعراضها تغيرًا في تلون القزحيتين، أو اختلاف في حجم البؤبؤ بين العينين، أو ارتخاء في جفن العين.
•    متلازمة واردنبرغ (Waardenburg syndrome)
تضم متلازمة واردنبرغ مجموعة من الحالات والتغيرات الجينية التي قد تتسبب في العديد من المشكلات الصحية، مثل: فقدان حاسة السمع، وتغيرات في الشعر والبشرة وتغاير تلون القزحيتين.

•    متلازمة ستيرج ويبر (Sturge-Weber syndrome)
إن إحدى الأعراض المميزة لمتلازمة ستيرج ويبر هي ظهور وحمة أرجوانية اللون على الوجه منذ الولادة، ويكون سببها عادة مشكلات في بعض الأوعية الدموية.
كما تعد النوبات والتشنجات من الأعراض الشاعة لهذه المتلازمة كذلك، وأحيانًا قد ينشأ اختلاف في لون العينين.
•    متلازمة بري رمبيرج (Parry-Romberg syndrome)
متلازمة بري رمبيرج هي متلازمة تعد نادرة الحدوث، ويظهر فيها جانب من الوجه بجلد مجعد بينما يبدو الجانب الاخر طبيعيًا بجلد غير مجعد.
عمومًا، فإن الأشخاص الذين يصابون بتغاير تلون القزحيتين منذ الولادة، غالبًا لن تنشأ لديهم أي عوارض أخرى، ولن تتسبب لهم هذه الحالة بأي مشكلات عامة في صحتهم.

2. أسباب إصابة الأكبر سنًا بتغاير تلون القزحيتين
•    تعرض العين لنوع من الصدمة: ومنها تلقي ضربة مباشرة على العين، والتي قد يتغير على إثرها تلون العين.
•    الإصابة بالجلوكوما: والتي تعرف بالمياه الزرقاء أيضًا، وهي حالة تتعرض فيها العين لضغط إضافي نتيجة تراكم السوائل في العين، وقد تتسبب هذه الحالة للمريض بالعمى.
•    تناول أدوية معينة: بما في ذلك الأدوية المستعملة في علاج المياه الزرقاء في العين، فقد تتسبب هذه باختلاف في لون العينين.
•    الإصابة بسرطان العين أو الجلد: ففي حالات نادرة قد يطال تأثير سرطان العين والجلد، فيتغير لون القزحية أو تظهر نقطة داكنة في القزحية.
•    الإصابة بورم أرومي عصبي: ورم أرومي عصبي هو سرطان في الخلايا العصبية يصيب عادة الأطفال دون عمر 10 سنوات.


أما عن التشخيص والعلاج ينقسم إلى قسمين وفقًا للفئة العمرية، كما ذكر الدكتور حنتيرة:
1. تشخيص وعلاج تغاير تلون القزحيتين لدى الأطفال
إذا كان الطفل مصابًا بتغاير تلون القزحيتين يجب استشارة الطبيب، الذي سوف يقوم بدوره بفحص عين الطفل ليحاول معرفة ما إذا كان تغاير تلون القزحيتين مجرد عارض لحالة مرضية أخرى، الأمر الذي وإن كانت فرص حصوله نادرة، إلا أنه احتمال يجب فحصه قبل استثنائه تمامًا.
2. تشخيص وعلاج تغاير تلون القزحيتين لدى البالغين


في حال تطور هذه الحالة، يجب التوجه فورًا للطبيب ليجري فحصًا مفصلًا لعينين؛ ليستثني أي حالات مرضية خطيرة من الممكن أن تكون قد تسببت به، ويضع خطة علاجية ملائمة.
يتم التركيز في العلاج عادةً على الشفاء من أي حالة مرضية ربما سببت نشأة وتطور تغاير تلون القزحيتين.

أما في حال لم يوجد سبب واضح وكانت صحة المريض جيدة وليس لديه أي مشكلات صحية تذكر، عندها لن يحتاج المريض لأي نوع من العلاج.