لماذا نُصاب بالحول

يمكن تعريف الحول بأنه الوضع الذي تكون فيه المحاور البصرية غير متوازية بأتجاه الهدف المثبت  قد يصاب به البالغين على الرغم من عدم ظهور أي اعراض لديهم سابقاً بل قد تكون لديهم رؤية مزدوجة سليمة  نوعأ ما. يمكننا اعتباره حولاً للبالغين عندما يصل المصاب إلى نهاية مرحلة الطفولة الثانية

 

ما هي أسباب الاصابة بالحول لدى البالغين؟ 
قال الدكتور محمد حنتيرة أن الكثير من حالات الإصابة بالحول لدى البالغين تتطور من الطفولة و على الرغم من معالجته إلا أنه قد يختفي و يعاود الظهور في البلوغ مع ذلك فإن أسباب الإصابة بالحول قد تكون نتيجة أمراض أخرى في معظم الحالات و نذكر منها بشكل عام:
•    السكري.
•    أمراض الغدة (مرض كريفز).
•    الوهن العضلي الشديد.
•    أورام النظام العصبي المركزي.
•    الإصابات في الرأس.
•    حوادث الأوعية الدموية الدماغية الجلطات أو النزيف الدماغي.
في بعض الحالات قد يكون فقدان التوازي و العيب الذي يصيب حركة العينين ناتج عن إجراء عمليات جراحية في العين أو في الجزء القريب من العين نذكر من هذه العمليات: جراحة الماء البيضاء و جراحة انفصال الشبكية و جراحة الجفون. 


كل هذه التداخلات الجراحية قد تترك أثرها بشكل سلبي على عضلات العين الخارجية.
من الجدير بالذكر أيضا أن الانحراف يمكن أن يكون نتيجة ضعف البصر في إحدى العينين و هو ما يسمى الحول الحسي  و في هذا النوع من الحول لا يكون لدى المصاب رؤية مضاعفة فالحول هنا هو نتيجة ضعف البصر الشديد لإحدى العينين و ليس المسبب له.


وذكر الدكتور محمد حنتيرة أعراض الحول التي تظهر بالشكل التالي:
•    ارهاق بصري.
•    ازدواج الرؤية.
•    تشابك الصور (اضطراب الصور).
•    الأحساس بالتثاقل.
•    صعوبة في الرؤية القريبة على سبيل المثال في الصعوبة في القراءة.
•    فقدان القدرة على الرؤية المجسمة و معرفة الأحجام.


ويتعمد الكثير من البالغين الذين يعانون الحول بتحريك رؤوسهم و جعلها في الاتجاه الذي يخفف عنهم الأعراض و يطلق على هذه الحالة الانفتال أو الصعر العيني.
في أغلب الحالات يعيق الإنحراف الشخص من تحديد نظره باتجاه أشخاص آخرين مم يسبب له الإحراج و يؤثر على علاقاته الإجتماعية  فوجه الإنسان و بالأخص النظرة هي من أدوات التواصل الرئيسية بين البشر و بالتالي فإن تأثير هذه الأصابة قد يكون سلبياً على الفرص الإجتماعية و فرص العمل التي قد تتوفر للشخص. 
ذكر الدكتور محمد حنتيرة طرق معالجة الحول بطرق عدة ومنها التالي:
•    التدريب البصري تمارين تقويم البصر.
•    استخدام النظارات ذات العدسات الموشورية.
•    حقن بمادة البوتولين.
•    إجراء جراحة في العضلات الخارجية للعين.

 

التدريب البصري:  يمكن أن تكون التمارين العضلية ذات نفع كبير لعلاج بعض حالات الحول و ذلك عندما تصعب على العينين توازي النظر باتجاه شيء قريب (الأشغال التي تحتاج العمل عن قرب أو القراءة) و هو ما يسمى بقصور التقارب.

فمحاولة الرؤية عن قرب تتطلب التركيز بوضوح و في الوقت نفسه رفع العينين و بالشكل الذي يتوافق فيه محوريهما على الهدف المرئي (كتاب أو شاشة الكمبيوتر أو ثقب إبرة إلى آخره) هذه الحركة التوافقيه للتركيز و إلى الداخل في الوقت ذاته تسمى: التقارب. 

 

النظارات الموشورية: يمكن عن طريق الموشور أن تصحح بعض زاويا الانحراف الصغيرة و التي تسبب ازدواج الرؤية (الشفع) بشكل خفيف أو متوسط  فالموشور عبارة عن عدسة شفافة على شكل أسفين يعمل على تكسير خيوط الضوء المارة به و كذلك الصور و لاتعمل هذه العدسات على تعديل وضع العينين و إنما تعمل على موازاة الصور و جعلها تتفق مع المحاور البصرية  تقلل من ازدواجية الرؤية لكن لا تعالج أصل المشكلة، في كثير من الحالات قد تضاف هذه العدسات على نظارات المريض الطبية (أي تلصق مثل موشور فريسنل) و في نماذج أخرى قد تضاف إلى النظارات الطبية بشكل مباشر في وصفة تقويم العدسات. 

 

لا يمكن للعدسات الموشورية أن تقوّم الإنحرافات ذات الزاوية الكبيرة التي تحدث بسبب فقدان العضلات لمرونتها فأصبحت صلبة أو بسبب الشلل الحاد.

مادة البوتولين (الذيفان الوشيقية): تحقن في العضلات ذات النشاط المفرط (و يحدث عندما يصيب الشلل العضلات المسؤولة عن أداء حركتها)، و بهذه الحالة تعمل مادة البوتولين على تثبيت عمل العضلة و تخفف من أعراض الانحراف  فمادة البوتولين تحقن بشكل جرعات صغيرة لإيقاف عمل العضلات بشكل مؤقت و يكون حقنها في العضلات الخارجية و يستمر مفعولها لمدة أشهر عدة و أحيانا يمكن أن يحدث تغييرات دائمة على وظيفة العضلات فتعالج بذلك الشلل البصري من خلال تقنية جراحية ليست عميقة. 

 

إجراء جراحة في العضلات الخارجية للعين: الطريقة الأكثر شيوعاً لعلاج الحول هي عمليات العضلات البصرية، بشكل عملي يمكن القول أن حالة الحول تظهر عندما تكون العضلات المحيطة بالعين ضعيفة جداً أو قوية جداً فالجراحة هنا تعمل إما على إضعاف أو تقوية أو تبديل بعض العضلات بالتحديد من أجل أعادة التوازن في الرؤية الثنائية.

وقال الدكتور محمد حنتيرة أن العملية الجراحية يمكن ان تعمل على:
تحسين حالة الشلل البصري.
التقليل من أو ازالة ازدواجية الرؤية.
تحسين أو أعادة تأهيل وظيفة العينين بشكل ثنائي او ما يسمى النظرة الثنائية.
التقليل من الإرهاق البصري. 
توسيع المدى البصري الجانبي و محيط الرؤية الثنائية.
تحسين المظهر الجمالي مما يسهل بناء علاقات اجتماعية و تزيد الفرص على الصعيد المهني.
تجرى عمليات الحول عادةً في العيادة و باستخدام التخدير العام أو الموضعي اعتماداً على الحالة.
تكون أوجاع ما بعد العملية بسيطة أو متوسطة و يمكن التخلص منها بتناول المسكنات العادية و الشائع و المعروف أن يحدث احتقان في الملتحمة الذي يشابه التهاب الملتحمة العادي و قد يستمر هذه الاحتقان لعدة أسابيع.

 

بطبيعة الحال فالمريض يعود لمزاولة نشاطاته العادية بعد أيام قليلة من الجراحة و لكن يمكن أن تتفاوت نسبة التعافي من حالة إلى أخرى بحسب درجة التعقيد. 

من المهم ان يدرك المريض بأن هناك احتمال و بنسبة لا بأس بها من الحالات في الحول التي قد تستدعي إلى أكثر من تدخل جراحي من أجل الحصول على النتائج المرغوبة.

ما هي عملية الحول التصحيحية؟
بعد أيام من إجراء العملية الرئيسية قد يعتمد في بعض الحالات و من أجل الحصول على توازي اكثر دقة للعينين إلى إجراء نوع من الجراحة الإضافية بهدف تصحيح وضع العينين بشكل دقيق و بذلك يتم إجراء العمل الجراحي على مرحلتين:

ففي المرحلة الاولى (داخل غرفة العمليات) يتم تعديل وضع العضلات كما هو الحال في أي جراحة لكن يستخدم هنا نوع خاص من الخيوط من أجل ضبط و تعديل وضع العينين.
مع ذلك و كما قلنا سابقاً فأن هذا النوع من الجراحة ينصح به فقط في حالات استثنائية

كما أضاف الدكتور محمد حنتيرة أن حالة فقدان البصر جراء عمليات الحول أمرا ً مستبعداً لكن و كما هو الحال في أي عملية جراحية فإن جراحة الحول ترافقها مخاطر معينة  مثل:
مدى تجاوب المريض مع عدمه مع مواد التخدير.
العدوى.
قد تقل القدرة البصرية.
قد لا تتحسن ازدواجية الرؤية.
عدم ضبط توازي العينين بشكل صحيح.

الجدير بالذكر أن الشخص البالغ يمكنه أن يتخلص من المشكلات المزعجة الناتجة عن الاصابة بالانحراف البصري أذ هناك العديد من الاختيارات العلاجية الطبية و الجراحية التي قد تساعد  و بشكل كبير لمساعدته في التخلص من هذه المشكلات.