الليزك أو الليزر لا يناسب الجميع

العدسات الداخلية المصححة هي آخر ما توصل إليه العلم الحديث في علاج الأخطاء البصرية في حالات قصر النظر وطول النظر الشديدين سواء كان مصحوبا بالإنحراف أم لا.
يتم انعكاس الأشعة عن طريق القرنية (الجزء الشفاف الأمامي) للعين وعدسة العين الداخلية؛ و من هنا فإن سقوط هذه الأشعة المعكوسة أمام أو خلف الشبكية يؤدي إلى وجود قصر أو طول نظر على الترتيب. أما بالنسبة للاستجماتزم (الإنحراف) فهو عدم تركيز الأشعة المنعكسة وسقوطها بشكل صورة ممتدة أمام أو خلف الشبكية وعدم تركيزها في نقطه واحدة.

و مع تطور الحياة الإنسانية وحاجة الإنسان للرؤيا بشكل أفضل، تواصل اختراع الأدوات المصححة للنظر ابتداءً من النظارات البسيطة ومن ثم العدسات اللاصقة وبعد ذلك التخلي التام عن كلاهما بواسطة استخدام الليزر او الليزك (حديثا) لتصحيح النظر عن طريق إعادة تشكيل سطح القرنية بالشكل الملائم والمناسب لتركيز الضوء على الشبكية.

ولكن توصل العلم حديثاً إلى زراعة عدسات داخلية مصححة لتعالج الأخطاء البصرية التي لا يمكن ويتعذر تصحيحها عن طريق الليزر أو الليزك لعدم توفر المعايير الملائمة لإجراء التصحيح.

وقال الدكتور محمد حنتيرة تعتبر زراعة العدسات المصححة هي الأنسب في الحالات التالية:-
•    وجود درجات قصر متوسطة أو شديدة (ستة درجات فأكثر وصولاً الى 18 درجة قصر) سواء كانت مصحوباً باستجماتزم أم لا.
•    بعض حالات طول النظر خصوصا المتوسطة والشديدة (بحيث استخدام هذه العدسات مؤخراً يعتبر حلًا جذرياً لمشاكل طول النظر لحد 10 درجات) سواء كان مصحوباً باستجماتزم أم لا.
•    عدم ملائمة القرنية للتصحيح سواء كان ذلك من ناحية عدم وجود سماكة مناسبة أو وجود تحدب أقل أو أعلى من المقبول.
•    وجود أو اشتباه وجود قرنية مخروطية؛ حيث أنه حتى لفترة قربية من الزمن كان المريض الذي يعاني من وجود قرنية مخروطية محدوداً باستخدام العدسات اللاصقة الصلبة للوصول إلى أفضل حدة إبصار وما يرافقها من مشاكل ابتداءً من عدم قدرة المريض على تحمل ارتدائها كونها صلبة وشعوره بوجود جسم غريب في العين ومساهمتها في التهاب العين المتكرر وكل هذه الأسباب التي تعيق الشخص من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وبعد أن جاءت عمليات تصليب القرنية (تثبيت القرنية) لعلاج القرنية المخروطية والحد من تطور و تفاقم المرض، كان استخدام العدسات الداخلية المصححة لتعيد الأمل والقدرة على الرؤيا بشكل أفضل دون معوقات العدسات اللاصقة الصلبة بواسطة زراعتها بعد إجراء عملية التثبيت بفترة زمنية كافية لتأكد من عدم تطور التحدب واستقرار قرنية المريض.

مرضى ما بعد زراعة القرنية بعد فترة مناسبة من الزمن واستقرار الدرجات القرنية المزروعة فان العدسات الداخلية (خصوصاً عند وجود أخطاء بصرية عالية) تخلص المريض من ارتداء النظارات والتي قل ما يستفيد مريض القرنية المزروعة من ارتدائها.

وقال أيضاً الدكتور محمد حنتيرة أنه يتم تصنيع العدسات الداخلية المصححة بناءا على عدة فحوصات يخضع لها المريض للتأكد من ملائمتها للعين حيث يتم تصنيعها بشكل يناسب العين المذكورة ولا يناسب غيرها. 

  وذكر الدكتور محمد حنتيرة أن حساب درجات المريض والتأكد من دقتها من خلال الفحوصات التالية:-
•    صورة فتوغرافية لسطح القرنية.

•    عمل قياس للحجرة الأمامية للعين والتأكد من اتساعها لزراعة العدسة.

•    عمل قياس لعدسة العين الأصلية.

•    فحص ضغط العين وقاع العين (الشبكية).

ووضح دكتور محمد حنتيرة أهم مميزات العدسات المصححة بالتالي:

1- يتم زراعتها دون تغير شكل سطح القرنية وبطريقه تؤدي إلى وصول قوة الإبصار ليس فقط إلى 6/6 (قوة الأبصار الأمثل) بل أن نوعية الإبصار تكون أفضل من نتائج الليزك؛ ذلك بسبب عدم وجود تشتت للإضاءة أو عدم وضوح في قوة الألوان التي يشكو منها بعض المرضى الذين خضعوا لعمليات تصحيح البصر بطريقة الليزك، مما جعل بعض مستشفيات ومراكز العيون في الخارج تعتمد على هذه العدسات كالبديل الأمثل.
2- تصنع العدسات الداخلية المصححة من مواد خاصة ومعينة بشكل يضمن عدم حدوث تفاعل في العين و بقائها شفافة وكرستالية مدى الحياة وسماكتها قليلة ودقيقة للغاية، كما انه من الممكن إزالة العدسات في حال عدم تقبل المريض لها.

3- لا تؤدي العدسات إلى حصول جفاف طويل الأمد في العين كما يحدث في حالات التصحيح بالليزك؛ حيث أن المرضى يستخدمون قطرات الترطيب لفترة تمتد لعدة سنوات بل يكون استخدام القطرات لشهر أو أشهر قليلة بعد الإجراء.

4- لا يوجد عمر مثالي لإجراء العملية؛ اي يجب ان يكون المريض أتم 18 سنه على الأقل و باشتراط وجود ثبات في درجات المريض في الأشهر الأخيرة.

- بعد إجراء الفحوصات والتأكد من ملائمة العدسات للمريض، فإن العملية بحد ذاتها سهلة الإجراء ويتم إجرائها تحت التخدير الموضعي ولا تستغرق إلا دقائق قليلة وعادة يشعر المريض بتحسن واضح وملحوظ بعد مرور عدة ساعات من إجرائها لتكون الخيار الأمثل والأمن لذوي الدرجات المرتفعة لينعم بحياة خالية من النظارات او العدسات اللاصقة.