اعتلال الشبكية السكري

يعتبر اعتلال الشبكية السكري بمثابة مضاعفات تصيب الأوعية الدموية الدقيقة، وهو من سمات مرض السكري من النمطين الأول والثاني على حد سواء. يرتبط انتشار اعتلال الشبكية السكري بفترة الإصابة بداء السكري فبعد نحو 20 عامًا من الإصابة بالسكري، نجد أن كل المصابين تقريبًا بالسكري من النمط الأول، ونحو 60% من المصابين بالسكري من النمط الثاني، قد أصيبوا باعتلال الشبكية السُّكري بدرجة ما.

وبسؤال الدكتور محمد حنتيره _استاذ مساعد_شرفى_قسم العيون _جامعة ام القرى_السعودية
وضح لنا أن اعتلال الشبكية السكري يشكل خطورة على القدرة على الرؤية. ومن الممكن ربط نحو 86% من حالات العمى، لدى مرضى السكري من النمط الأول، باعتلال الشبكية السكري، بينما كانت النسبة لدى المصابين بداء السكري من النمط الثاني، الذين تنتشر بينهم أمراض العيون الأخرى قريبة من الثلث تقريبًا. يعتبر اعتلال الشبكية السكري، بشكل عام، أكثر المسببات انتشارًا، لحالات الإصابة الجديدة بالعمى في الجيل الممتد من 24 إلى 47 عامًا.

ووضح دكتور حنتيره :    
أن بداية الإصابة باعتلال الشبكية السكري قد تكون مصحوبة بانسداد متقدم في الأوعية الدموية، وبعد ذلك اختراق جدران الأوعية الدموية لمحيطها، يليه نمو خلايا ونشوء أوعية دموية جديدة، في الشبكية وعلى السطح الخلفي من الجسم الزجاجي.
    
وأشار دكتور حنتيره :
الى أن فقدان الرؤية الناتج عن اعتلال الشبكية السكري، نتاجًا لمجموعة من المنظومات. فاضطرابات الرؤية المركزية قد تكون ناتجة عن وذمة بقعية في المنطقة الصفراء على الشبكية ويمكن للاوعية الدموية الجديدة أن تنزف وتضيف بذلك مضاعفات أخرى للجسم الزجاجي، أو حتى تشقق وانفصال الشبكية.


علاج اعتلال الشبكية السكري
وضح دكتور حنتيره :

 بأن هنالك طرق علاج بإمكانها منع، أو إعاقة حدوث اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري وكذلك منع فقدان الرؤية لدى عدد كبير من مرضى السكري.

إن من شأن العلاج المكثف للسكري، والهادف للوصول إلى مستوى جيد من السيطرة على مستويات السكر في الدم، أن يمنع أو يعيق تقدم وتطور اعتلال الشبكية السكري. كذلك، يمكن لعلاج التخثير الضوئي المبكر بواسطة الليزر، أن يحول دون فقدان البصر لدى عدد كبير من المرضى.

وأشار دكتور حنتيره :
أنه قد لا تظهر في بعض الحالات أية أعراض لدى الذين يعانون من أمراض تشكل خطراً على حاسة النظر لديهم، ولذلك فإنه من الأهمية بمكان الخضوع للفحوصات الدورية، من أجل تشخيص اعتلال الشبكية إن حصل. وتعتبر عمليات تصوير قاعدة العين، من الفحوص التي تنطوي على احتمال كبير للكشف عن اعتلال الشبكية، أكثر من الفحوص العادية. هذا، على الرغم من أن الفحوص العادية تكون أفضل، من أجل اكتشاف تضخم الشبكية المرتبط بالأورام الجزيئية، ومن الممكن بواسطتها تشخيص نمو الأوعية الدموية الجديدة والدقيقة في  منطقة رأس العصب البصري، أو في غيرها من الأماكن على الشبكية.

 

نصائح الدكتور حنتيره من أجل التقييم الطبي  لمتابعة مرضى السكري: 
•    من المحبذ أن يخضع المرضى الذين أصيبوا بالسكري من النمط الأول، لفحص عيون شامل، مع توسيع الحدقات، لدى طبيب عيون أو أخصائي بصريات، وذلك بعد مرور ما بين 3 إلى 5 سنوات من الإصابة بالسكري. كذلك، على المرضى الذين أصيبوا بالسكري من النمط الثاني الخضوع لفحص عيون أولي شامل، لدى طبيب عيون أو لدى أخصائي البصريات، بعد تشخيص إصابتهم بالمرض بفترة قصيرة.

•    على المرضى المصابين بداء السكري من النمط الأول والثاني أن يعودوا لإجراء فحص العيون في كل عام، لدى طبيب العيون أو لدى أخصائي البصريات، على أن يكون على معرفة وخبرة بتشخيص اعتلال الشبكية السكري. أمّا إذا كانت حالة الاعتلال متقدمة، فيجب أن تكون الفترة الفاصلة بين الفحص والآخر أقصر.

•    على النساء المصابات بالسكري، ممن يرغبن بالحمل والولادة، أن يخضعن لفحص عيون شامل، ويتلقين استشارة حول مخاطر نشوء أو تفاقم اعتلال الشبكية السكري. كذلك، على النساء الحوامل المصابات بالسكري إجراء فحص عيون شامل خلال الثلث الأول من الحمل، والاستمرار بمراقبة ومتابعة حالتهن على مدار كل أشهر الحمل.

•    يحتاج المرضى الذين أصيبوا باعتلال الشبكية السكري، بأي درجة كانت، للعلاج الفوري لدى طبيب عيون ذي خبرة ومعرفة في مجال اعتلال الشبكية السكري. من شأن علاج اعتلال الشبكية السكري بواسطة الليزر، في هذه المرحلة، أن يساعد بنسبة 50% في تخفيف مخاطر فقدان الرؤية الحاد.

•    يحتاج المرضى الذين فقدوا الرؤية بسبب السكري إلى ترميم وعلاج الرؤية، بمساعدة من طبيب العيون أو أخصائي البصريات، على أن يكونا من ذوي التأهيل والخبرة الملائمين في مجال ضعف الرؤية.

معنا انت في ايد امينة وتمنايتنا لك بالشفاء العاجل