تعد مشكلات الابصار والرؤية من أكثر ما يشغل بال كثير من الأسر والأفراد، نظراً لما يمثله النظر من أهمية كبيرة في حياة الانسان، والنظر نعمة عظيمة، وهبها الله لنا، ولكن قد يتواجد عيب في قدرة الشخص على الإبصار، وهذا العيب يعوق قدرته على الابصار؛ فيرى الاشياء مشوشة، أو لا يستطيع أن يرى الحروف جيداً، وقد يكون المصاب طفلاً صغيراً، او طالباً في مراحل الدراسة، فتزيد المشكلة لان ذلك العيب يؤثر على قدراته التعليمية، وقد يتسبب في صداع أو زغللة في العين.
ومن هذه المشكلات ما يتعلق بشبكية العين التي تتكون عليها الصورة المنقولة إلى المخ، ومن أشهر تلك العيوب قصر النظر وطول النظر والاستجماتزم ،او ما يسمى اللا بؤرية ، وقد تعددت وسائل العلاج وطرق التحكم في عيوب الشبكية مثل النظارات وعمليات الليزك ولكن هناك تطور جديد وثورة هائلة في هذا المجال وهو ما يسمى عدسات الأحلام التي تقوم بتصحيح الابصار ،وعلاج مشكلات الشبكية عن طريق وضعها على العين أثناء النوم
وتتميز هذه العدسات بقدرتها على انفاذ الاكسجين الى داخل العين وهي نوع من العدسات اللاصقة، وتقوم بإعادة تشكيل القرنية اثناء النوم، ويمكن للمريض أن يخلعها في الصباح ولا يضعها إلا في وقت النوم فقط، وبهذه الطريقة يستطيع أن يعيش بشكل طبيعي ويرى رؤية طبيعية بوضوح بدون استخدام النظارات أو العدسات أثناء النهار.
تستخدم هذه العدسات لعلاج حالات الخلل داخل القرنية. مثل: قصر النظر، وطول النظر والاستجماتزم، ففي حالات قصر النظر لا تتجمع الصورة بشكل جيد على الشبكية بسبب التحدب الزائد في شكل القرنية، فيقوم تلك العدسات بضبط تحدب القرنية؛ فيسمح بتجمع الصورة صحيحة على الشبكية، ومن هنا تصبح الصورة أكثر وضوحاً وهو ما أثبتته التجارب والاستخدام المتواصل لتلك العدسات ،فقد ساعد الكثيرين في تصحيح هذا العيب.
ويمكن أن تستخدم هذه العدسات الليلية مع الرياضيين من الشباب، ومع الاطفال فوق سن الثامنة حيث يستطيعون ممارسة جميع انواع الرياضة مثل العدو والسباحة وغيرها من الالعاب بدون الحاجة الى العدسات اللاصقة.
كما تستخدم هذه النوعية من عدسات النوم مع الحالات التي لا يصلح معها “الليزك” خصوصاً أصحاب القرنية الرقيقة ذات السمك الأقل من المسموح باجراء الليزك كما تستخدم للأطفال والمراهقين ما بين ثمانية عشر عاماً وثمانية أعوام في حالات الرغبة في ممارسة الرياضة والسباحة دون التقيد بالنظارات أو العدسات اللاصقة .
كما تستخدم لتثبيت قصر النظر عند الاطفال ،وتمنع زيادته بتقدم العمر وتمنع التغيرات غير المرغوب فيها .
كما تستخدم هذه العدسات في علاج قصر النظر والإستجماتزم للمرضي المصابين بالقرنية المخروطية، حيث تحسن الرؤية متساعد على الحفاظ على مستوى ثابت في مقياس النظر اذا تمت المداومة على استعماها .
كما تفيد العدسات الليلية في بعض الحالات بعد مضاعفات الليزك، وما ينتج عنه في بعض الحالات؛ فتساعد على التخلص من هذه المضاعفات وعلاج نواحي القصور في عمليات “الليزك” كما يكمن سر تفوقها في قدرتها على المحافظة على النظر بنسبة لا تقل عن 50% كما أن عمر العدسة يتراوح بين عام وعامين، وتصلح لعلاج قصر النظر حتي ست درجات .
أما عن الفترة التي يستغرقها العلاج بهذه العدسات الليلية، فإن لديها القدرة على تقليل قصر النظر بمقدار درجتين على الاقل بعد استخدامها لليلة واحدة، وبمرور الوقت يتخلص المريض من قصر النظر خلال اسبوع او اسبوعين بالأكثر، ويعود نظره للشكل الطبيعي وبعد فترة يمكن للمريض ان يقوم بعميلة “ليزك” ويتخلص من قصر النظر للأبد.