زراعة العدسات متعددة البؤر، يشهد مجال الطب تطورات متسارعة يومًا بعد يوم، جميعها تصب في مصلحة المريض وتسعى لتحسين جودة حياته، ومع التقدم في العمر، وتزايد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، تبدأ العين بفقدان قدرتها تدريجيًا على الرؤية بوضوح، مما يؤدي إلى ظهور بعض المشكلات البصرية، وأبرزها المياه البيضاء.
في السابق، كان علاج المياه البيضاء يتطلب إجراء عملية جراحية يتبعها الاعتماد على النظارات الطبية لتحسين الرؤية. أما اليوم، ومع التطور الكبير في طب العيون، لم يعد الأمر كذلك. فقد ظهرت تقنيات حديثة تُمكن المريض من الاستغناء عن النظارات بعد الجراحة، ومن أبرز هذه التقنيات هي زراعة العدسات متعددة البؤر. في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة لفهم هذه العملية بشكل أوضح، ونتعرف معًا على مزاياها، ولمن تُعد خيارًا مثاليًا، وهل هي الحل المناسب لك؟
ما هي عملية زراعة العدسات متعددة البؤر؟
زراعة العدسات متعددة البؤر تُعد إجراءً جراحيًا دقيقًا هدفه الأساسي هو تصحيح مشكلات الإبصار الناتجة عن المياه البيضاء أو قصر النظر المرتبط بالتقدم في العمر، وتتم هذه العملية من خلال استبدال العدسة الطبيعية المعتمة في العين بعدسة صناعية متطورة، صُممت لتمنح المريض رؤية واضحة سواء من مسافات قريبة أو بعيدة.
وما يميز هذه العملية أنها تتيح للمريض التمتع بنطاق بصري واسع دون الحاجة إلى نظارات طبية، وهو ما يجعلها من أفضل الخيارات المتاحة حاليًا. كما أنها تُعتبر خيارًا آمنًا وفعّالًا، خاصةً لمن يعاني من مشكلات بصرية متعددة ويرغب في تحسين نظره.

من المرشحين للعدسات متعددة البؤر؟
تُعد عملية زراعة العدسات متعددة البؤر خيارًا مثاليًا لفئة معينة من الأشخاص، حيث أنها تُحدث فرقًا كبيرًا في جودة الرؤية لديهم وتُحسن من قدرتهم على الإبصار من مختلف المسافات. ومن الأشخاص التي تناسبها هذه العملية هذا ما سنذكره في السطور التالية:
- المرضى الذين يعانون من المياه البيضاء أو إعتام عدسة العين.
- الأشخاص فوق سن الـ 55 ويعتمدون على النظارات الطبية.
- مرضى الاستجماتيزم، أو من يعانون من اضطرابات الرؤية مثل قصر النظر أو طول النظر.
- الأشخاص الراغبون في الاستغناء عن النظارات الطبية.
مميزات عملية زراعة العدسات متعددة البؤر
توفر عملية زراعة عدسة متعددة البؤر العديد من المزايا المهمة التي تنعكس بشكل مباشر على راحة المريض وجودة حياته البصرية. فهي لا تقتصر فقط على تصحيح النظر، بل تمنحه رؤية أكثر وضوحًا، ومن أبرز الفوائد والمزايا التي تقدمها هذه العدسات:
- تسمح للمريض بالرؤية الواضحة على مسافات متعددة.
- إلغاء الحاجة للنظارات الطبية.
- لا تستغرق العملية وقتًا طويلًا، فهي لا تحتاج أكثر من 30 دقيقة.
- يتعافى المريض سريعًا حيث أنه يستطيع في غضون أيام قليلة العودة لنشاطه اليومي.
- رغم أن بعض المرضى قد يلاحظون هالات أو وهج في البداية، إلا أن العدسة الجديدة غالبًا ما تقدم رؤية ليلية أفضل من العدسة المصابة بالماء الأبيض.
- تسمح للمريض بممارسة أنشطة حياته اليومية بشكل طبيعي مثل القراءة والكتابة أو حتى ممارسة الأنشطة الرياضية بكل أريحية.
ويجدر الإشارة إلى أن الاستفادة الكاملة من مميزات زراعة العدسات متعددة البؤر تتطلب أن يكون المريض في حالة صحية جيدة، ويتمتع بقرنية سليمة، ولا يعاني من جفاف في العين أو ارتفاع في درجة الاستجماتيزم. كما يُشترط ألا يكون مصابًا بأمراض مزمنة غير مستقرة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، لضمان تحقيق أفضل النتائج.
كيفية إجراء عملية زراعة العدسات؟
تُعد عملية زراعة العدسات متعددة البؤر من الإجراءات الدقيقة التي يعتمد عليها الأطباء لتحسين القدرة على الإبصار، وفي السطور التالية نعرض لك خطوات إجراء هذه العملية بشكل مفصل:
- قبل العملية، يخضع المريض لفحوصات دقيقة لتقييم حالة العين، تشمل قياس قوة العدسة، وشكل القرنية، ودرجة الاستجماتيزم، ووجود أي أمراض في الشبكية أو العصب البصري.
- يقوم المريض بتخدير العين باستخدام القطرات المخدرة.
- يبدأ الجراح بعمل شق صغير جدًا في القرنية، ثم يقوم بتفتيت العدسة المصابة بالمياه البيضاء.
- ثم بعد ذلك يقوم بإزالة العدسة، وزرع العدسة الصناعية متعددة البؤر.
- لا يحتاج الطبيب إلى غلق الشق، بفضل صغر حجمه، حيث أنه يلتئم من تلقاء نفسه.
- يمكن للمريض إلى العودة إلى منزله في ذات اليوم، ولكن عليه الالتزام بالتعليمات التي يقدمها له الطبيب.

المضاعفات المحتملة بعد عملية زراعة العدسات متعددة البؤر
مثل أي عملية بصرية أخرى، قد تنطوي زراعة العدسة متعددة البؤر على بعض المضاعفات المحتملة، وعلى الرغم أن حدوثها نادر، إلا أنه من المهم أن تكون على دراية بها، ومن أبرز هذه المضاعفات:
الوهج والهالات البصرية
من المضاعفات الشائعة بعد عملية زرع العدسات متعددة البؤر هو ظهور الوهج أو الهالات حول الأضواء، خاصة في الليل أو في الإضاءة المنخفضة.
العدوى أو التهاب العين
على الرغم من أن عملية زراعة العدسات تتم تحت ظروف صحية دقيقة، إلا أن هناك دائمًا احتمال حدوث عدوى أو التهاب في العين بعد الجراحة. قد يشعر المريض بألم أو احمرار شديد، وفي بعض الحالات قد تظهر إفرازات صديدية.
ارتفاع ضغط العين
من الممكن أن يحدث ارتفاع في ضغط العين بعد عملية زراعة العدسات متعددة البؤر، يعد ضغط العين المرتفع من الأمور التي تستدعي الانتباه، حيث قد يؤدي إلى ضرر في العصب البصري وفقدان الرؤية إذا لم يتم التحكم فيه بشكل سريع.
انحراف العدسة
في بعض الحالات النادرة، قد يحدث انحراف للعدسة المزروعة بعد العملية، مما يعني أن العدسة قد تتحرك من مكانها داخل العين، قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية إضافية لإعادة تثبيت العدسة في مكانها الصحيح.
عدم وضوح الرؤية
على الرغم من أن الهدف من عملية زراعة العدسات متعددة البؤر هو تحسين الرؤية على مسافات متعددة، حيث يواجه بعض المرضى مشكلة عدم وضوح الرؤية بعد الجراحة. قد تكون الرؤية ضبابية في بعض الحالات أو قد يجد المريض صعوبة في التكيف مع الرؤية الجديدة، خاصةً في الأسابيع الأولى بعد العملية.
حدوث نزيف
يمكن أن يحدث نزيف أثناء العملية أو بعدها نتيجة للتأثيرات الجراحية على الأوعية الدموية في العين. عادةً ما يكون النزيف محدودًا، ويمكن أن يتم معالجته باستخدام العلاجات المناسبة أو المراقبة المستمرة.

نسبة نجاح زراعة العدسات متعددة البؤر
تُعد عملية زرع العدسات متعددة البؤر من الإجراءات الجراحية الآمنة والتي يحقق العديد من المرضى منها نتائج جيدة للغاية، وقد تتراوح نسبة نجاح هذه العملية بين 90% و 95% في الحالات العامة، لكن هذا يعتمد على عدة عوامل أهمها ما يلي:
- الحالة الصحية العامة للمريض: المرضى الذين يتمتعون بصحة عامة جيدة ولديهم عيون سليمة، مثل قرنية صحية وخالية من أمراض أخرى في العين غالبًا ما يشهدون نتائج إيجابية.
- التاريخ الطبي للمريض: الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم قد يحتاجون إلى مراقبة دقيقة بعد الجراحة.
- مهارة الجراح: نسبة نجاح العملية تعتمد بشكل كبير على الخبرة والمهارة التقنية لجراح العيون.
- عمر المريض: يعتبر عمر المريض أحد العوامل المهمة التي تؤثر على نجاح عملية زراعة العدسات متعددة البؤر، حيث يُنصح بهذه العملية بشكل رئيسي للمرضى فوق سن الـ 55.
إذا كان لديك أي استفسارات حول عملية زراعة العدسات متعددة البؤر أو تحتاج إلى مزيد من التفاصيل بشأن هذه الجراحة، فلا تتردد في التواصل معنا في عيادات د. حنتيرة، جدة، السعودية. أستاذ مساعد فخري في طب وجراحة العيون بجامعة أم القرى. حيث يمكننا الإجابة على جميع تساؤلاتك وتقديم الدعم الطبي اللازم.
هل تبحث عن خيارات متقدمة لعلاج مشاكل العيون؟ تعرف على خدماتنا في عيادة د. حنتيرة للعيون بجدة حيث نوفر أحدث التقنيات مثل عملية زراعة عدسات ICL لمساعدتك على استعادة رؤيتك بأمان وفعالية.