الغمش السمي، كثيرا ما نسمع عن أمراض العيون الشائعة مثل قصر النظر والمياه البيضاء أو الجلوكوما، لكن هناك حالات أقل شيوعا لكنها لا تقل خطورة وتنشأ من مصادر غير متوقعة قد تكون موجودة في بيئتنا أو حتى في الأدوية التي نتناولها ومن بين هذه الحالات الغمش السمي.
في مركز الدكتور محمد حنتيره للعيون بجدة نؤمن بأن المعرفة هي خط الدفاع الأول ومعرفة هذه الحالة النادرة هو مفتاح الوقاية والتشخيص المبكر، على عكس الغمش الشائع عند الأطفال، فإن الغمش السمي هو حالة مكتسبة تصيب البالغين عادة وتحدث نتيجة لتلف العصب البصري بسبب التعرض لمواد سامة.
ما هو الغمش السمي؟
الغمش السمي، والذي يعرف طبيا بـ الاعتلال العصبي البصري السمي، هو ضرر يلحق بالعصب البصري ناتج عن التعرض لمواد كيميائية أو سموم معينة، العصب البصري هو حلقة الوصل الحيوية بين العين والدماغ، فهو ينقل المعلومات البصرية التي تلتقطها شبكية العين إلى الدماغ ليتم تفسيرها كصور نراها، عندما يتضرر هذا العصب، تتعطل عملية نقل الإشارات، مما يؤدي إلى تدهور تدريجي في الرؤية.
هذا النوع من الغمش يختلف كليا عن غمش الأطفال، فهو ليس مشكلة في تطور الدماغ، بل هو ضرر مباشر للعصب البصري، فقدان البصر بسبب التسمم حالة خطيرة، والتشخيص المبكر هو مفتاح إيقاف التدهور وربما عكس بعض الضرر.

أسباب الغمش السمي
تتعدد المصادر التي يمكن أن تسبب الغمش السمي، من المهم معرفة هذه المصادر لتجنبها أو التعامل معها بحذر، وتشمل:
الغمش السمي والأدوية السامة
بعض الأدوية، على الرغم من فعاليتها في علاج أمراض معينة، قد يكون لها آثار جانبية سامة على العصب البصري، خاصة عند استخدامها بجرعات عالية أو لفترات طويلة، من أشهر هذه الأدوية:
- الإيثامبوتول: وهو مضاد حيوي يستخدم في علاج السل.
- الأميودارون: يستخدم لعلاج اضطرابات نظم القلب.
- بعض أدوية العلاج الكيميائي.
إذا كنت تتناول أيا من هذه الأدوية، فمن الضروري جدا أن تكون تحت إشراف طبي دقيق مع إجراء فحوصات دورية للعين لمراقبة أي تغيرات في الرؤية.
الغمش السمي والكحول والمواد الأخرى
يعتبر استهلاك الكحوليات، وخاصة الميثانول الذي يوجد أحيانا في المشروبات المغشوشة، من أخطر أسباب الغمش السمي، الميثانول شديد السمية للعصب البصري ويمكن أن يسبب فقدانا سريعا وكاملا للبصر، بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في شرب الكحول بشكل عام، مع ما يرافقه من سوء تغذية ونقص في الفيتامينات، يمكن أن يؤدي إلى تلف تدريجي للعصب البصري.
التعرض للسموم البيئية والصناعية
يمكن أن ينجم الغمش السمي أيضا عن التعرض لمواد كيميائية في بيئة العمل أو المنزل، مثل:
- الرصاص والمعادن الثقيلة الأخرى.
- مذيبات عضوية مثل التولوين.
- أحادي أكسيد الكربون.
أعراض الغمش السمي
على عكس بعض أمراض العين الحادة، غالبا ما تتطور أعراض الغمش السمي ببطء وتدريجيا، مما قد يجعل اكتشافها صعبا في البداية، من المهم جدا أن تكون يقظا لهذه العلامات التحذيرية:
- ضبابية وتدهور تدريجي في الرؤية: يبدأ الأمر عادة كضبابية خفيفة تزداد سوءا بمرور الأسابيع أو الأشهر، وتؤثر على كلتا العينين معا.
- صعوبة في تمييز الألوان: يعتبر فقدان القدرة على رؤية الألوان بوضوح، وخاصة اللون الأحمر، من العلامات المميزة جدا، قد تبدو الألوان باهتة أو مغسولة.
- ظهور بقعة عمياء في مركز الرؤية: يشتكي الكثير من المرضى من وجود بقعة مظلمة أو ضبابية في منتصف مجال رؤيتهم، مما يجعل القراءة أو التعرف على الوجوه صعبا.
- انخفاض حساسية التباين: تصبح رؤية الأشياء في ظروف الإضاءة الخافتة أو تمييز الأشياء عن خلفيتها أمرا صعبا.
تشخيص وعلاج الغمش السمي
إن تشخيص الغمش السمي يعتمد بشكل كبير على أخذ تاريخ مرضي دقيق من المريض، سيطرح طبيب العيون في مركزنا بجدة أسئلة مفصلة حول نمط حياتك، الأدوية التي تتناولها، طبيعة عملك، وأي تعرض محتمل للسموم.
خطوات التشخيص
- فحص شامل للعين: بما في ذلك فحص حدة البصر، فحص رؤية الألوان، وفحص مجال الرؤية لتحديد أي بقع عمياء.
- فحص العصب البصري: سيقوم الطبيب بفحص مظهر العصب البصري في الجزء الخلفي من العين، والذي قد يظهر تورما في المراحل المبكرة وشحوبا في المراحل المتقدمة
- فحوصات الدم: قد يتم طلب فحوصات للتحقق من مستويات الفيتامينات أو للكشف عن وجود معادن ثقيلة في الدم.
هل يمكن علاج الغمش السمي؟
يعتمد نجاح العلاج بشكل كامل على التشخيص المبكر، الخطوة الأولى والأهم هي تحديد المادة السامة وإيقاف التعرض لها فورا.
- إذا كان السبب دواء معين، سيتم التواصل مع الطبيب المعالج لبحث إمكانية إيقافه أو استبداله.
- إذا كان السبب نقصا في الفيتامينات نتيجة سوء التغذية أو استهلاك الكحول، يتم البدء فورا في إعطاء جرعات عالية من فيتامينات ب، خاصة فيتامين ب12 وحمض الفوليك.
- في حالات التسمم الحاد، قد يتطلب الأمر علاجات لإزالة السموم من الجسم.
كلما تم التدخل بشكل أسرع، زادت فرصة توقف تدهور الرؤية، وفي بعض الحالات قد يحدث تحسن جزئي، لكن للأسف، إذا حدث تلف شديد للعصب البصري، فإن فقدان البصر قد يكون دائما، وهذا يؤكد مجددا على أهمية الوعي بأعراض الغمش السمي.
هل تبحث عن خيارات متقدمة لعلاج مشاكل العيون؟ تعرف على خدماتنا في عيادة د. حنتيرة للعيون بجدة حيث نوفر أحدث التقنيات مثل الحول عند الأطفال لمساعدتك على استعادة رؤيتك بأمان وفعالية.
Leave A Comment