اختبار عمى الالوان، الألوان جزء لا يتجزأ من تجربتنا اليومية، من اختيار ملابسنا إلى تفسير إشارات المرور إلى الاستمتاع بجمال لوحة فنية أو غروب الشمس على شاطئ جدة، تلعب الألوان دورا حيويا في تواصلنا وتفاعلنا مع محيطنا، لكن ماذا لو كانت قدرتك على رؤية وتمييز هذه الألوان مختلفة عن الآخرين؟ هذه هي حقيقة عمى الألوان، وهي حالة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وكثير منهم قد لا يدركون إصابتهم بها.
اختبار عمى الالوان
في مركز الدكتور محمد حنتيره للعيون، نؤمن بأن الوعي بصحة العين هو أساس الرؤية السليمة، لذلك يعد اختبار عمى الالوان أداة تشخيصية بسيطة لكنها قوية جدا، لا تكشف فقط عن وجود مشكلة في رؤية الألوان، بل تساعد الأفراد، من الأطفال الصغار إلى كبار السن، على معرفة رؤيتهم للعالم بشكل أفضل.

ما هو عمى الألوان؟
على عكس الاسم الشائع فإن عمى الألوان الكامل حالة نادرة جدا، المصطلح الطبي الأدق هو نقص رؤية الألوان، ويعني أن الشخص يواجه صعوبة في التمييز بين ألوان أو ظلال معينة.
تحدث هذه الحالة بسبب مشكلة في الخلايا المخروطية الموجودة في شبكية العين، لدينا ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية، كل نوع مسؤول عن التقاط أحد الألوان الأساسية الثلاثة: الأحمر، الأخضر، والأزرق، يقوم الدماغ بدمج الإشارات القادمة من هذه المخاريط الثلاثة ليمكننا من رؤية الطيف الكامل للألوان، عندما يكون أحد أنواع هذه المخاريط غائبا أو لا يعمل بكفاءة، تحدث مشكلة في رؤية الألوان، إن تحليل رؤية الألوان الدقيق يساعد على تحديد أي من هذه المخاريط متأثر.
أنواع عمى الألوان
هناك عدة أنواع من نقص رؤية الألوان، وأشهرها:
عمى الألوان الأحمر والأخضر
هو النوع الأكثر شيوعا على الإطلاق، وهو حالة وراثية مرتبطة بالكروموسوم، وهذا يفسر سبب انتشاره بين الرجال بنسبة أكبر بكثير من النساء، يجد الشخص المصاب بهذا النوع صعوبة في التمييز بين درجات اللون الأحمر والأخضر والبني والأصفر.
عمى الألوان الأزرق والأصفر
هو نوع أقل شيوعا، ويؤثر على الرجال والنساء على حد سواء، يواجه المصابون به صعوبة في التمييز بين اللونين الأزرق والأخضر، وبين الأصفر والوردي.
الفرق بين عمى الألوان الكامل والجزئي
عمى الألوان الجزئي هو الوصف لمعظم الحالات، حيث تكون المشكلة محصورة في تمييز ألوان معينة، أما عمى الألوان الكامل، فهو حالة نادرة جدا حيث لا يرى الشخص أي لون على الإطلاق، وعادة ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل ضعف حدة البصر والحساسية الشديدة للضوء، إن اختبار عمى الألوان قادر على التمييز بين هذه الأنواع.
اختبار عمى الالوان
نظرا لأن العديد من المصابين يعتادون على رؤيتهم للعالم ولا يدركون أنهم يرون الألوان بشكل مختلف، فإن كيفية اكتشاف عمى الألوان تعتمد بشكل أساسي على الاختبارات المتخصصة.
اختبار إيشيهارا لعمى الألوان
هو اختبار عمى الالوان الأكثر شهرة واستخداما في عيادات العيون والمدارس حول العالم، تم تطويره بواسطة الطبيب الياباني شينوبو إيشيهارا، ويتكون من سلسلة من اللوحات.
كيف يعمل الاختبار؟
كل لوحة عبارة عن دائرة مليئة بنقاط ملونة بأحجام وظلال مختلفة، داخل هذه النقاط، يتم إخفاء رقم أو شكل بنقاط ذات لون مختلف.
- الشخص ذو الرؤية الطبيعية: يمكنه تمييز الرقم أو الشكل بسهولة.
- الشخص المصاب بعمى الألوان: سيجد صعوبة في رؤية الرقم، أو قد يرى رقما مختلفا، أو قد لا يرى أي شيء على الإطلاق، اعتمادا على نوع وشدة حالته.
إن تفسير نتائج اختبار عمى الالوان هذا يعطي للطبيب فكرة دقيقة عن وجود ونوع النقص في رؤية الألوان.
أنواع اختبار عمى الالوان الأخرى
بالإضافة إلى اختبار إيشيهارا، هناك أنواع اختبارات عمى الألوان أخرى أكثر تفصيلا تستخدم في بعض الحالات، خاصة لمتطلبات مهنية معينة:
- اختبار فارنسورث-مونسل 100: يتطلب من الشخص ترتيب سلسلة من الأقراص الملونة حسب تدرجها اللوني الدقيق، هو اختبار دقيق جدا ولكنه يستغرق وقتا أطول.
- مصباح الألوان: يعتبر المعيار الذهبي لتشخيص عمى الألوان الأحمر والأخضر، حيث يطلب من الشخص مزج ضوء أحمر وأخضر ليتطابق مع لون أصفر ثابت.
لماذا يعد تشخيص عمى الألوان مهم؟
قد يبدو عمى الألوان حالة بسيطة لا تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير، ولكن تشخيص عمى الألوان في وقت مبكر، خصوصا لدى الأطفال، له أهمية بالغة لعدة أسباب:
- الأداء الدراسي: الكثير من المواد التعليمية في السنوات الأولى تعتمد على التمييز اللوني، عدم قدرة الطفل على تمييز الألوان قد يؤدي إلى صعوبات في التعلم أو تشخيص خاطئ بأنه يعاني من صعوبات تعلم أخرى، إجراء اختبار الألوان للأطفال يزيل هذا اللبس.
- السلامة: القدرة على تمييز ألوان إشارات المرور أو لافتات التحذير أمر ضروري للسلامة.
- الاختيارات المهنية: العديد من المهن مثل الطيران، الهندسة الكهربائية، تصميم الجرافيك، والمهن الطبية تتطلب رؤية ألوان دقيقة، التشخيص المبكر يساعد الشخص على اتخاذ قرارات مهنية مستنيرة في المستقبل.
- معرفة الذات: يساعد التشخيص الشخص على معرفة سبب مواجهته لبعض الصعوبات اليومية ويزيل عنه أي شعور بالإحراج.
إن إجراء اختبار عمى الالوان هو خطوة بسيطة ومطمئنة تقوم بها كل أم لأطفالها في مركزنا بجدة.
هل يمكن إجراء اختبار عمى الالوان في المنزل؟
نعم، تتوفر اليوم العديد من تطبيقات ومواقع الويب التي تقدم نسخا مبسطة من اختبار إيشيهارا لعمى الألوان عبر الإنترنت، يمكن أن يكون اختبار عمى الالوان في المنزل أداة فحص أولية جيدة ومفيدة، إذا كانت النتائج تشير إلى وجود مشكلة محتملة، فهي خطوة أولى ممتازة لتشجيعك على زيارة طبيب العيون.
لكن، هناك نقطة هامة: هذه الاختبارات المنزلية لا يمكن أن تحل محل التشخيص الدقيق الذي يتم في عيادة متخصصة، دقة الألوان على الشاشات تختلف، وظروف الإضاءة غير قياسية، للحصول على تشخيص مؤكد ومهني، يجب إجراء اختبار عمى الالوان لدى طبيب عيون.
هل يوجد علاج لعمى الألوان؟
حتى الآن، لا يوجد علاج شاف لعمى الألوان الوراثي، حيث أن المشكلة تكمن في تركيبة الخلايا المخروطية في الشبكية، لكن، هذا لا يعني عدم وجود حلول مساعدة:
- النظارات والعدسات اللاصقة المخصصة: تتوفر عدسات خاصة مزودة بفلاتر لونية يمكنها تحسين التباين بين الألوان التي يصعب تمييزها، هذه العدسات لا تعالج المشكلة، لكنها قد تساعد الشخص على تمييز الألوان بشكل أفضل في مواقف معينة.
- التكنولوجيا المساعدة: هناك العديد من تطبيقات الهواتف الذكية التي يمكنها التعرف على الألوان وتسميتها للمستخدم، مما يساعد في المهام اليومية.
هل تبحث عن خيارات متقدمة لعلاج مشاكل العيون؟ تعرف على خدماتنا في عيادة د. حنتيره للعيون بجدة حيث نوفر أحدث التقنيات مثل علاج القرنية المخروطية لمساعدتك على استعادة رؤيتك بأمان وفعالية.