تعتبر القدرة على الرؤية بوضوح خاصة في ظروف الإضاءة المختلفة، جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ومع ذلك يواجه بعض الأشخاص تحديًا خاصًا يُعرف بـ العشى الليلي، وهو حالة تؤثر على جودة الرؤية في الليل أو في الأماكن ذات الإضاءة الخافتة.
ما هو العشى الليلي؟
العشى الليلي، أو ما يُعرف علميًا بـ النيكتالوبيا هو ليس مرضًا بحد ذاته بل هو عرض لمشكلة كامنة في العين، ينتج العشى الليلي عن ضعف في قدرة العين على التكيف مع الإضاءة المنخفضة مما يجعل الرؤية صعبة في الليل أو عند الانتقال من مكان مضيء إلى آخر معتم.
- ويعد أحد الأمراض التي تصيب العين، وينتج عنه ضعف في الإبصار في الضوء الخافت أو الليل.
- تبدأ الإصابة به في سن مبكرة ما بين سن الثالثة حتى الخامسة، ويكون في الذكور أكثر منه في الإناث.
- يبدأ من أطراف الشبكية، ويمتد إلى المنتصف.
- بمرور الوقت تزداد آثاره التي تظهر على شكل تقلص في النظر الجانبي، ويزداد الأمر بمرور الوقت، لكنه لا يؤدي إلى العمى التام.
- قد يصاحبه الإصابة بالمياه البيضاء.
- يعد الخلل الموجود في مستقبلات الضوء في العين هو السبب الرئيسي للإصابة بـ العشى الليلي.

كيف تكتشف أعراض العشى الليلي؟
تظهر أعراض العشى الليلي بشكل تدريجي وقد لا يلاحظها الشخص في البداية، ولكن مع تفاقم الحالة تصبح أكثر وضوحًا، من أبرز هذه الأعراض:
- ضعف الرؤية ليلاً أو عدم القدرة على الإبصار بوضوح في وجود الضوء الخافت.
- صعوبة التكيف عند الانتقال من بيئة ساطعة الإضاءة إلى أخرى معتمة، والعكس.
- الحاجة إلى وقت أطول لتتكيف العين عند إطفاء الأنوار.
- صعوبة في تمييز الأشياء أو الأشخاص في الأماكن شبه المظلمة.
- قد يصاحب ذلك أحيانًا احمرار والتهاب في أنسجة العين وتظهر فقاقيع بنية على بياض العين، وزغللة وجفاف في قرنية العين.
ما هي أسباب العشى الليلي الشائعة؟
تتعدد أسباب العشى الليلي، ومن أهم هذه الأسباب:
- العشى الليلي ونقص فيتامين A: يعتبر نقص فيتامين أ في الدم من الأسباب الرئيسية، نتيجة عدم تناول الأغذية التي تحتوي عليه، وهو مؤثر بشكل كبير في عمل العين وقوة الإبصار، هذا الفيتامين ضروري لإنتاج الرودوبسين، وهو صبغة حساسة للضوء في الخلايا العصوية بالشبكية.
- العشى الليلي الوراثي: تعتبر الأسباب الوراثية أحد المسببات الهامة لـ العشى الليلي، بسبب نقص المادة الصبغية في خلايا العين العصوية، أمراض مثل التهاب الشبكية الصباغي هي أمثلة لحالات وراثية تسبب العشى الليلي.
- إعتام عدسة العين: يمكن أن يسبب إعتام عدسة العين تشتت الضوء داخل العين وتقليل كمية الضوء الواصلة إلى الشبكية، مما يؤدي إلى ضعف الرؤية ليلاً.
- المياه الزرقاء: تعتبر الإصابة بالمياه الزرقاء من أسباب الإصابة، بسبب ارتفاع ضغط العين مما يتسبب في تلف الأعصاب الموجودة بالعين، ومنها العصب البصري الذي تتأثر أنسجته بشكل كبير.
- قصر النظر الشديد: الأشخاص الذين يعانون من قصر نظر مرتفع قد يجدون صعوبة في الرؤية الليلية.
- بعض الأدوية: بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الجلوكوما يمكن أن تضيق حدقة العين، مما يقلل كمية الضوء الداخلة.
- العشى الليلي عند الأطفال: قد يكون ناتجًا عن أي من الأسباب المذكورة أعلاه، ويتطلب اهتمامًا خاصًا لتشخيصه مبكرًا.
تشخيص العشى الليلي
لتحديد ما إذا كنت تعاني من العشى الليلي وتحديد سببه، سيقوم طبيب العيون في جدة بإجراء فحص شامل للعين، يتضمن تشخيص عادةً:
- أخذ التاريخ المرضي: سؤال المريض عن الأعراض، متى بدأت، وجود حالات مشابهة في العائلة، وأي أمراض أخرى يعاني منها.
- فحص حدة الإبصار: لتقييم الرؤية النهارية.
- فحص قاع العين: لتقييم صحة الشبكية والعصب البصري.
- اختبارات رؤية الألوان: لاستبعاد مشاكل رؤية الألوان.
- اختبارات متخصصة: قد يلجأ الطبيب لاختبارات مثل مخطط كهربية الشبكية (ERG) لتقييم وظيفة الخلايا العصوية والمخروطية في الشبكية.
- فحوصات الدم: للتحقق من مستويات فيتامين (أ) إذا كان هناك شك في وجود نقص.
هل العشى الليلي له علاج؟
- نقص فيتامين (أ): إذا كانت الإصابة بسبب نقص فيتامين أ، فيكون العلاج بالإكثار من تناول جرعات من فيتامين أ عن طريق الفم بمعدل 2000 – 5000 وحدة دولية يوميًا، مع التركيز على الأطعمة الغنية به.
- إعتام عدسة العين: علاج المياه البيضاء جراحيًا يمكن أن يحسن الرؤية الليلية بشكل كبير.
- قصر النظر: تصحيح قصر النظر بالنظارات الطبية أو العدسات اللاصقة المناسبة.
- الجلوكوما: السيطرة على ضغط العين بالأدوية أو الجراحة يمكن أن يوقف تدهور العصب البصري.
- العشى الليلي الوراثي: الحالات الوراثية مثل التهاب الشبكية الصباغي ليس لها علاج شافٍ حتى الآن، ولكن يمكن إدارتها من خلال استخدام وسائل مساعدة بصرية، وتجنب الأضواء الساطعة، وفي بعض الحالات، مكملات فيتامين (أ) تحت إشراف طبي لإبطاء تقدم المرض، الأبحاث جارية لإيجاد علاجات جينية واعدة.
نصائح للوقاية والتعايش مع العشى الليلي
للوقاية من بعض أنواع العشى الليلي وللتعايش بشكل أفضل مع الحالة، إليك بعض النصائح الهامة:
للوقاية من العشى الليلي
- تناول غذاء متوازن: يجب الإكثار من تناول الأغذية الغنية بفيتامين أ مثل الخضروات الورقية الداكنة، الجزر، البطاطا الحلوة، والبيض ومنتجات الألبان.
- تجنب زواج الأقارب: في حالات وجود تاريخ عائلي لـ العشى الليلي الوراثي، يجب تجنب زواج الأقارب لأنه قد يزيد من احتمالية ظهور المرض في الأجيال القادمة.
- الرضاعة الطبيعية: تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم وسائل الوقاية الأولية من نقص الفيتامينات عند الأطفال.
- الفحوصات الدورية للعين: خاصة لكبار السن ومرضى السكري والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض العيون.
للتعايش مع العشى الليلي
- حماية العين من الإشعاعات: تجنب كافة الإشعاعات الضارة، واستخدم نظارة بها طبقة واقية من الإشعاعات والانعكاس، اطلب من أخصائي النظارات وضع طبقة واقية ومضادة للانعكاس.
- استخدام النظارات الطبية: استعمل نظارتك دائمًا إذا كنت تعاني من قصر النظر أو أي خطأ انكساري آخر، حتى ولو لم تكن في حاجة إليها طوال اليوم، يمكنك التعود عليها وخصوصًا بعد الغروب.
- الإضاءة المناسبة: استعمل المصابيح الصفراء الدافئة، وتجنب مصابيح النيون واللمبات البيضاء الساطعة، حيث ثبت أن الضوء الأصفر يساعد المصابين بـ العشى الليلي على التعامل مع الأشياء ليلاً بشكل أفضل.
- القراءة في إضاءة جيدة: لا تقرأ في ضوء خافت، وحاول أن تقرأ في جو مضاء بشكل جيد، استخدم مصباحًا خاصًا للقراءة يكون قريبًا من الأوراق.
- تجنب القيادة ليلاً قدر الإمكان: وإذا اضطررت لذلك، كن حذرًا جدًا، وتجنب التعرض المباشر لأضواء السيارات القادمة لأن التعرض لها قد يؤدي إلى عمى لحظي.
- استخدام النظارات الشمسية: استعمل نظارة شمسية مناسبة عند الخروج نهارًا، وعند دخول الأنفاق المظلمة نهارًا، واحرص على استعمالها قبل دخول النفق بوقت كافٍ للسماح للعين بالتكيف.
- تقليل إجهاد العين الرقمي: لا تكثر من النظر إلى شاشات التلفاز أو الكمبيوتر لأنها تضاء بأضواء قد تكون مزعجة، وكذلك قلل من نظرك في الهاتف المحمول خصوصًا ليلاً.
هل تبحث عن خيارات متقدمة لعلاج مشاكل العيون؟ تعرف على خدماتنا في عيادة د. حنتيرة للعيون بجدة حيث نوفر أحدث التقنيات مثل عملية تصحيح النظر بالليزر لمساعدتك على استعادة رؤيتك بأمان وفعالية.
Leave A Comment