تعد القرنية المخروطية من الأمراض التي تصيب العين وتسبب ضعفًا شديدًا في النظر مع مرور الوقت إذا لم تُعالج، ويتسبب هذا المرض في اتخاذ القرنية لشكل مخروطي بدلًا من شكلها الدائري الطبيعي، مما يؤثر على الرؤية ويجعلها مشوشة وغير ثابتة.
إذا شعرت بضعف في النظر أو رؤية الخطوط مائلة أو صورة مهتزة أمامك، فمن الأفضل أن تتجه لطبيب عيون متخصص في أمراض القرنية لإجراء الفحص قبل أن تتفاقم الحالة، كلما بدأ العلاج مبكرًا يتيح نتائج أفضل بكثير ومضاعفات أقل في المستقبل.
علاج القرنية المخروطية
قال دكتور محمد حنتيره دكتوراة طب وجراحة العيون وأستاذ مساعد شرفي (سابقا) جامعة أم القرى بالسعودية، ومدير عيادات عناية الرواد للعيون بجدة، إنه في السنوات الأخيرة ظهر علاج جديد ومهم جدًا، وهو قطرة تسمى “قطرة الأبوكروستين” (Epi-on Crosslinking Drops)، وأضاف أن هذه القطرة تُستخدم ضمن تقنية حديثة لعلاج القرنية المخروطية عن طريق تقوية القرنية ومنع تدهورها.
وأكد دكتور حنتيره أن الميزة الأساسية في هذه القطرة أنها تُستخدم مع جلسة العلاج الضوئي (Crosslinking) دون الحاجة إلى إزالة الطبقة السطحية من القرنية كما هو متبع في الطرق القديمة، مما يجعل العلاج أقل ألمًا وفترة التعافي أسرع.
الطرق التقليدية لعلاج القرنية المخروطية
بالنظر إلى باقي طرق علاج القرنية المخروطية، نجد أن أول وأبسط خطوة في العلاج تكون بالنظارات أو العدسات الصلبة، والتي تساعد على تحسين الرؤية في المراحل الأولى من المرض، ولكن عندما تتطور الحالة ولا تصبح النظارات وحدها كافية، قد يصف الطبيب عدسات خاصة تسمى العدسات الصلبة RGP أو عدسات الـ Scleral، والتي تغطي مساحة أكبر من العين وتساعد على استقرار الرؤية بشكل أفضل، بالطبع تحتاج هذه العدسات إلى متابعة دقيقة لتظل مناسبة للعين وتمنع أي مضاعفات مثل الالتهابات.
أحدث طرق علاج القرنية المخروطية
تعتبر عملية تثبيت القرنية بالأشعة فوق البنفسجية والريبوفلافين (Crosslinking) هي أحدث التقنيات المستخدمة، والتي تكون إما بالطريقة التقليدية (Epi-off) أو بالطريقة الحديثة مع القطرة المذكورة (Epi-on)، والهدف الأساسي من هذه العملية هو وقف تطور القرنية المخروطية عن طريق تقوية ألياف القرنية وربطها ببعضها بشكل أقوى، ويتم ذلك بوضع فيتامين B2 على العين وتسليط ضوء UV لمدة نصف ساعة تقريبًا.
وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن هذه العملية توقف تدهور المرض في أكثر من 90% من الحالات إذا أُجريت في الوقت المناسب، لذلك يجب استشارة طبيب العيون والمتابعة معه في أقرب وقت من اكتشافك لمشكلة القرنية المخروطية.
هل تحتاج القرنية المخروطية لتدخل جراحي؟
في بعض الحالات، يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا مثل زرع الحلقات داخل القرنية (Intacs). يتم تركيب حلقات صغيرة داخل القرنية لتعديل شكلها وجعل السطح أكثر انتظامًا، مما يحسن الرؤية ويقلل الاعتماد على العدسات، لكن هذه الطريقة لا توقف تطور المرض مثل عملية التثبيت، بل تحسن النظر فقط.
هل تحتاج لزراعة القرنية؟
إذا وصلت الحالة إلى مرحلة متأخرة جدًا وأصبحت القرنية ضعيفة جدًا أو حدثت فيها عتامة، قد يقترح الطبيب زراعة قرنية كاملة أو جزئية، والزراعة هذه ناجحة في أغلب الأوقات، ولكنها تحتاج إلى متابعة مدى الحياة واهتمام حتى لا يرفض الجسم القرنية الجديدة.
التوجهات الحديثة لعلاج القرنية المخروطية
التوجه الحالي في علاج القرنية المخروطية هو الاكتشاف المبكر والعلاج السريع قبل حدوث أي تدهور كبير، وظهور قطرة الأبوكروستين مع التثبيت الضوئي أصبح حلاً ممتازًا للأشخاص الذين يرغبون في الحفاظ على قرنيتهم دون تدخل جراحي مؤلم.
Leave A Comment