ما هي القرنية المخروطية وطرق علاجها؟ القرنية المخروطية هي حالة تبدو معقدة للوهلة الأولى لكن فهمها هو الخطوة الأولى نحو التعامل معها بفعالية، ونعلم في مركزنا بجدة أن صحة عيونك هي أولوية قصوى سواء كنت شاباً تفكر في تصحيح النظر أو من كبار السن تواجه تحديات مثل المياه البيضاء أو أماً قلقة على رؤية طفلها.
ما هي القرنية المخروطية وطرق علاجها؟
القرنية هي الجزء الأمامي الشفاف من العين وتشبه في شكلها الطبيعي قبة مستديرة، وظيفتها الأساسية هي كسر الضوء وتركيزه على الشبكية في مؤخرة العين لنتمكن من الرؤية بوضوح في حالة القرنية المخروطية وتضعف هذه القبة تدريجياً وتصبح أرق مما يؤدي إلى بروزها للخارج بشكل مخروطي غير طبيعي بدلاً من شكلها الدائري المعتاد.
هذا التغير في شكل القرنية يعطل الطريقة التي يدخل بها الضوء إلى العين، مما يؤثر على الرؤية ويجعلها مشوشة وغير ثابتة وتعد القرنية المخروطية من الأمراض التي تصيب العين وتسبب ضعفًا شديدًا في النظر مع مرور الوقت إذا لم تُعالج.

كيف أعرف إذا كنت أعاني من القرنية المخروطية؟
تتطور أعراض القرنية المخروطية عادة ببطء وقد تختلف من شخص لآخر، في المراحل المبكرة قد تكون الأعراض خفيفة وتُشخّص خطأً على أنها مجرد قصر نظر أو استجماتيزم. لكن مع تقدم الحالة، تصبح الأعراض أكثر وضوحاً. إليك أبرز أعراض القرنية المخروطية التي يجب الانتباه إليها:
- تشوش الرؤية التدريجي: هو العرض الأكثر شيوعاً، حيث تصبح الرؤية غير واضحة وضبابية بشكل متزايد.
- الحساسية المتزايدة للضوء والوهج: خاصة أثناء الليل أو في الأضواء الساطعة.
- الحاجة المتكررة لتغيير مقاس النظارات الطبية: قد تلاحظ أن نظارتك لم تعد توفر رؤية واضحة كما كانت، وتحتاج لتغييرها بشكل متكرر.
- رؤية هالات حول الأضواء: تظهر دوائر مضيئة حول مصادر الضوء.
- صعوبة الرؤية الليلية: قد تجد القيادة أو القراءة ليلاً أكثر صعوبة.
- إجهاد العين والصداع: نتيجة لمحاولة العين التركيز رغم تشوه القرنية.
- رؤية الخطوط المستقيمة مائلة أو مموجة: عند النظر إلى خطوط مستقيمة، قد تبدو وكأنها منحنية.
- ازدواج الرؤية في عين واحدة: رؤية صورتين لنفس الشيء بعين واحدة حتى عند إغلاق العين الأخرى.
لماذا تحدث القرنية المخروطية؟
لا يزال السبب الدقيق وراء ضعف ألياف الكولاجين في القرنية المؤدي إلى القرنية المخروطية غير مفهوم تماماً، ولكن يعتقد الأطباء أنه مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. تشمل أسباب القرنية المخروطية وعوامل الخطر المحتملة:
- الاستعداد الوراثي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بـالقرنية المخروطية يزيد من احتمالية الإصابة بها.
- فرك العين المزمن: الفرك القوي والمتكرر للعين يمكن أن يساهم في إضعاف القرنية وتطور الحالة أو تفاقمها، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة.
- بعض الحالات الصحية: ترتبط القرنية المخروطية أحياناً بحالات مثل الحساسية المزمنة، متلازمة داون، متلازمة إهلرز دانلوس، وبعض الأمراض الأخرى التي تؤثر على النسيج الضام.
- العمر: تبدأ القرنية المخروطية عادة في سن المراهقة أو أوائل العشرينات، وقد تتطور لمدة 10-20 سنة ثم تستقر.
التشخيص الدقيق
نظراً لأن أعراض القرنية المخروطية المبكرة قد تتشابه مع مشاكل بصرية أخرى، فإن التشخيص الدقيق يتطلب فحصاً شاملاً لدى طبيب العيون. يعتمد تشخيص القرنية المخروطية على:
- قياس انكسار العين: لتحديد مدى قصر النظر والاستجماتيزم.
- فحص المصباح الشقي: يسمح للطبيب برؤية شكل القرنية وسمكها بشكل مباشر.
- طبوغرافيا القرنية: هذا هو الفحص الأهم والأكثر دقة. يرسم خريطة تفصيلية لسطح القرنية ويظهر أي تحدب أو ترقق غير طبيعي، مما يؤكد تشخيص القرنية المخروطية حتى في المراحل المبكرة جداً ويحدد درجتها.
- قياس سمك القرنية: لقياس مدى ترقق القرنية.
القرنية المخروطية وطرق علاجها وهل تتطور الحالة؟
نعم، القرنية المخروطية هي حالة متغيرة وتتطور بمرور الوقت، خاصة خلال فترة المراهقة والعشرينات. يتم تصنيف درجات القرنية المخروطية بناءً على مدى تحدب القرنية وسمكها وتأثيرها على الرؤية:
- المرحلة المبكرة: تحدب خفيف، تغيرات طفيفة في الرؤية يمكن تصحيحها بالنظارات.
- المرحلة المتوسطة: زيادة التحدب والترقق، تصبح النظارات أقل فعالية، وقد تكون العدسات اللاصقة الصلبة ضرورية.
- المرحلة المتقدمة: تحدب وترقق شديد، قد تحدث ندبات في القرنية، وتتأثر الرؤية بشكل كبير حتى مع العدسات.
- المرحلة الشديدة جداً: قد تحدث مضاعفات مثل الاستسقاء القرني، مما يتطلب علاجات أكثر تدخلاً.

خيارات العلاج المتاحة
لحسن الحظ، تطورت طرق علاج القرنية المخروطية بشكل كبير. الهدف الأساسي للعلاج هو تحسين الرؤية ومنع أو إبطاء تطور المرض. تختلف الخيارات حسب شدة الحالة ومرحلتها:
النظارات والعدسات اللاصقة الخاصة
في المراحل المبكرة، قد تكون النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة اللينة كافية لتصحيح الاستجماتيزم الخفيف وتحسين الرؤية. مع تطور القرنية المخروطية، قد تصبح هذه الخيارات غير فعالة.
- العدسات اللاصقة الصلبة: هذه العدسات تحافظ على شكلها فوق القرنية المخروطية، مما يخلق سطحاً انكسارياً أكثر انتظاماً ويوفر رؤية أوضح بكثير من النظارات في الحالات المتوسطة. تحتاج لمتابعة دقيقة لتجنب المضاعفات.
- العدسات الصلبة القُطرية: هي عدسات ذات قطر أكبر ترتكز على بياض العين وتتخطى القرنية بالكامل، مما يوفر راحة أكبر ورؤية ممتازة حتى في الحالات المتقدمة من القرنية المخروطية.
تثبيت القرنية
تعتبر عملية تثبيت القرنية بالأشعة فوق البنفسجية والريبوفلافين هي أحدث طرق علاج القرنية المخروطية وأكثرها فعالية لوقف تطور المرض. تهدف هذه العملية إلى تقوية روابط الكولاجين داخل القرنية لجعلها أكثر صلابة ومقاومة للتحدب. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هذه العملية توقف تدهور القرنية المخروطية في أكثر من 90% من الحالات إذا أُجريت في الوقت المناسب.
- الطريقة التقليدية: تتضمن إزالة الطبقة السطحية من القرنية للسماح للريبوفلافين بالتغلغل بشكل أفضل قبل تطبيق الأشعة فوق البنفسجية.
- الطريقة عبر الظهارة: لا تتطلب إزالة الطبقة السطحية، مما قد يقلل الألم ويسرّع التعافي، ولكن قد تكون فعاليتها أقل قليلاً في بعض الحالات.
تقنية قطرة الأبوكروستين
كما ذكر دكتور محمد حنتيره، دكتوراة طب وجراحة العيون والأستاذ المساعد الشرفي بجامعة أم القرى ومدير عيادات عناية الرواد للعيون بجدة، فإنه في السنوات الأخيرة ظهر علاج جديد ومهم جدًا ضمن تقنية الـ Epi-on، وهو استخدام قطرة خاصة تساعد على اختراق الريبوفلافين للقرنية دون الحاجة لإزالة طبقتها السطحية. هذه التقنية تجعل عملية تثبيت القرنية المخروطية أقل إزعاجاً وأسرع في الشفاء، وهي تمثل تطوراً هاماً في علاج القرنية المخروطية. يجب استشارة طبيب العيون المتخصص لتحديد الأنسب لحالتك.

زرع الحلقات داخل القرنية
في بعض الحالات المتوسطة من القرنية المخروطية حيث يكون التثبيت غير كافٍ لتحسين الرؤية أو غير ممكن، يمكن زرع حلقات بلاستيكية صغيرة وشفافة داخل طبقات القرنية. تعمل هذه الحلقات على شد القرنية وتسطيح التحدب المخروطي، مما يحسن شكلها ويقلل الاستجماتيزم ويحسن الرؤية. هذه الطريقة لا توقف تطور المرض، لذا غالباً ما تُجرى بالتزامن مع أو بعد عملية تثبيت القرنية.
القرنية المخروطية وطرق علاجها وزراعة القرنية
إذا وصلت القرنية المخروطية إلى مرحلة متقدمة جداً، مع ترقق شديد أو ندبات مركزية تعيق الرؤية بشكل كبير ولم تنجح العلاجات الأخرى، قد تصبح زراعة القرنية هي الحل. يتم استبدال القرنية التالفة بقرنية سليمة من متبرع. يمكن أن تكون الزراعة كلية أو جزئية، والزراعة الطبقية أصبحت الخيار المفضل لتقليل خطر الرفض. الزراعة ناجحة في أغلب الأوقات، ولكنها عملية جراحية كبرى تتطلب متابعة دقيقة طويلة الأمد.
ماذا لو لم يتم علاج القرنية المخروطية؟
إهمال علاج القرنية المخروطية يمكن أن يؤدي إلى تدهور مستمر في الرؤية وصعوبات متزايدة في الحياة اليومية. تشمل مضاعفات القرنية المخروطية المتقدمة:
- تندب القرنية: يمكن أن يسبب التحدب الشديد والفرك المستمر ندوباً على القرنية تعيق الرؤية بشكل دائم.
- الاستسقاء القرني الحاد: تمزق مفاجئ في الغشاء الداخلي للقرنية يسمح للسوائل بالتسرب داخلها، مما يسبب تورماً وألماً شديداً وفقداناً حاداً ومفاجئاً للرؤية. تعتبر حالة طارئة تتطلب عناية فورية.
- عدم تحمل العدسات اللاصقة: قد يصبح من الصعب أو المستحيل ارتداء العدسات اللاصقة بسبب شدة التحدب.
- الحاجة إلى زراعة القرنية: في نهاية المطاف، قد تكون الزراعة هي الخيار الوحيد لاستعادة الرؤية.
هل تبحث عن خيارات متقدمة لعلاج مشاكل العيون؟ تعرف على خدماتنا في عيادة د. حنتيرة للعيون بجدة حيث نوفر أحدث التقنيات مثل تشخيص وعلاج جفاف العين لمساعدتك على استعادة رؤيتك بأمان وفعالية.
Leave A Comment