تشعر بعدم الراحة والتهيج في العين؟.. ربما تعاني من جفاف العين وهو من أكثر أمراض العين انتشارا خاصة مع زيادة التعرض للشاشات الإلكترونية والتغيرات البيئية، ويحدث جفاف العين عندما لا تنتج الغدد الدمعية كمية كافية من الدموع أو عندما تتبخر الدموع بسرعة كبيرة، سنتعرف بالتفصيل أسباب جفاف العين والأعراض وطرق العلاج المختلفة، سواء الطبية أو الطبيعية.
أسباب جفاف العين
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى جفاف العين، وتشمل:
- انخفاض إنتاج الدموع
تُنتج الغدد الدمعية الدموع للحفاظ على ترطيب العين، ولكن بعض العوامل قد تقلل من إنتاجها، مع التقدم في العمر يقل إنتاج الدموع، خاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث، وبعض الأمراض المناعية مثل متلازمة شوغرن، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء.
كما أن استخدام بعض الأدوية يقلل الدموع مثل مضادات الاكتئاب، مضادات الهيستامين، ومدرات البول، والتهابات الغدد الدمعية قد تؤدي أيضا إلى تقليل إنتاج الدموع.
- التبخر السريع للدموع
قد تتبخر الدموع بسرعة كبيرة نتيجة عدة عوامل، منها التعرض للهواء الجاف والرياحح، واستخدام الشاشات لفترات طويلة: يؤدي التحديق في الشاشات إلى تقليل معدل الرمش، مما يقلل من توزيع الدموع على سطح العين.
والتهاب الجفون (Blepharitis) قد تؤدي التهابات الجفون إلى انسداد الغدد الزيتية في العين، مما يؤدي إلى زيادة تبخر الدموع، واستخدام العدسات اللاصقة لفترات طويلة قد يؤثر على إنتاج الدموع أو توزيعها بشكل صحيح.
- عدم توازن مكونات الدموع
تتكون الدموع من ثلاث طبقات رئيسية: الزيتية، المائية، والمخاطية. إذا حدث خلل في إحدى هذه الطبقات، فقد يؤدي ذلك إلى جفاف العين، وعلى سبيل المثال، نقص الطبقة الزيتية الناتج عن خلل في غدد “ميبوميان” قد يؤدي إلى زيادة التبخر.
يوضح دكتور محمد حنتيره دكتوراة طب وجراحة العيون وأستاذ مساعد شرفي (سابقا) جامعة أم القرى بالسعودية، ومدير عيادات عناية الرواد للعيون بجدة، لماذا يعتبر جفاف العين مرض خطير
أعراض جفاف العين
تختلف أعراض جفاف العين من شخص لآخر، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي جفاف العين المزمن إلى مضاعفات مثل التهابات العين، تآكل القرنية، وتأثيرات سلبية على جودة الحياة، وتعتبر أكثر الأعراض انتشارا ما يلي:
- إحساس بالحرقة أو الوخز في العينين
- احمرار العين
- إحساس بوجود جسم غريب داخل العين
- حكة مستمرة
- رؤية ضبابية مؤقتة تتحسن بعد الرمش
- زيادة إفراز الدموع كرد فعل تعويضي (لكنها لا تكون فعالة في الترطيب)
- صعوبة في ارتداء العدسات اللاصقة
- حساسية للضوء
طرق تشخيص جفاف العين
يعتمد تشخيص جفاف العين على عدة طرق، أولها الفحص السريري من قبل طبيب العيون، حيث يفحص سطح العين والجفون باستخدام المصباح الشقي للتحقق من وجود التهابات أو انسداد في الغدد الزيتية.
- اختبار شيرمر (Schirmer’s Test)، يستخدم هذا الاختبار لقياس كمية الدموع المنتجة خلال فترة زمنية محددة عبر وضع ورقة ترشيح خاصة على الجفن السفلي.
- اختبار تفكك طبقة الدموع (TBUT – Tear Breakup Time Test)، حيث يُستخدم صبغ فلوريسئين على سطح العين لمراقبة مدى سرعة تبخر الدموع.
- تحليل مكونات الدموع، قد يتم قياس نسبة البروتينات والدهون والمكونات الأخرى في الدموع لتحديد السبب الرئيسي للجفاف.
طرق علاج جفاف العين
تختلف طرق العلاج حسب شدة الحالة وسبب الجفاف، وتشمل:
- استخدام القطرات المرطبة (الدموع الاصطناعية)
تُعتبر القطرات المرطبة الخيار الأول لعلاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة. هناك أنواع مختلفة منها:
- الدموع الاصطناعية الخالية من المواد الحافظة: مناسبة للاستخدام المتكرر.
- القطرات التي تحتوي على مكونات زيتية: تقلل من تبخر الدموع.
- الجيل والمرهم العيني: يستخدم قبل النوم للحفاظ على رطوبة العين أثناء الليل.
- الأدوية لعلاج الالتهابات
إذا كان الجفاف ناتجًا عن التهاب، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل:
- الستيرويدات الموضعية: لتخفيف الالتهابات الحادة.
- قطرات السيكلوسبورين (مثل Restasis): تحفز إنتاج الدموع.
- مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): لتقليل التهيج.
- سد القنوات الدمعية
في الحالات الشديدة، يمكن سد القنوات الدمعية جزئيًا أو كليًا باستخدام سدادات سيليكونية للحفاظ على الدموع في العين لفترة أطول.
- العلاج بالحرارة والتدليك
- الأقنعة الدافئة: تساعد في إذابة الدهون المتراكمة في الغدد الزيتية.
- تدليك الجفون: يعزز إفراز الدهون الضرورية لمنع تبخر الدموع.
- تقنيات حديثة لعلاج جفاف العين
- العلاج بالضوء النبضي المكثف (IPL Therapy): يساعد في تحسين وظيفة الغدد الزيتية وتقليل الالتهابات.
- العلاج بالنبض الحراري (Lipiflow): يعمل على فتح الغدد الزيتية المسدودة.
- تغييرات في نمط الحياة والعلاجات المنزلية
- شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على الترطيب الداخلي.
- تناول أحماض أوميغا-3 الدهنية مثل زيت السمك وبذور الكتان، والتي تساعد في تحسين جودة الدموع.
- تجنب التعرض للهواء الجاف والتدخين لأنه يزيد من تبخر الدموع.
- استخدام جهاز ترطيب الهواء في الأماكن الجافة لتقليل فقدان الرطوبة.
- تقليل وقت استخدام الشاشات وأخذ فترات راحة منتظمة للرمش بشكل كافٍ.
متى يجب زيارة طبيب العيون؟
يُنصح بزيارة دكتور العيون فورا إذا استمرار الأعراض رغم استخدام الدموع الاصطناعية، أو أثرت الأعراض على الرؤية أو الشعور بألم شديد في العين، أو زيادة الحساسية للضوء، أو ظهور علامات العدوى مثل التورم أو إفرازات العين.
Leave A Comment