كيفية التعامل مع الكفيف، نحن لا نهتم فقط بصحة البصر بل نؤمن بأهمية بناء مجتمع واع ومتفهم يدعم كل أفراده، إن فقدان البصر هو تغيير في طريقة تفاعل الشخص مع العالم، ولكنه لا يغير جوهره كإنسان لديه مشاعره، استقلاليته، وقدراته، معرفة كيفية التعامل مع الكفيف ليس مجرد مجموعة من القواعد، بل هو فن قائم على الاحترام، التواصل المباشر، والتعامل الطبيعي.

كيفية التعامل مع الكفيف

هناك مبادئ أساسية يجب أن تكون بوصلتك دائمًا في كيفية التعامل مع الكفيف.

1. لا تفترض بل اسأل

هذه هي القاعدة الأهم على الإطلاق، لا تفترض أبدا أن الشخص الكفيف بحاجة إلى مساعدة، قد يكون معتادا على بيئته ويعرف طريقه جيدا، إذا شعرت أنه قد يحتاج إلى مساعدة:

• عرف بنفسك أولا: اقترب بهدوء وقل مرحبا، أنا، هل تحتاج إلى مساعدة في أي شيء؟
• احترم إجابته: إذا قبل المساعدة، رائع، إذا رفض بلطف، فاحترم رغبته ولا تلح، قد يكون في طريقه لأداء مهمة معينة ويفضل الاعتماد على نفسه.

2. تحدث بشكل مباشر وطبيعي

تجنب الأخطاء الشائعة في طرق التواصل مع الكفيف:

• خاطبه مباشرة: تحدث إلى الشخص الكفيف نفسه، وليس إلى مرافقه، إنه يستطيع التحدث عن نفسه والتعبير عن احتياجاته.
• لا ترفع صوتك: كف البصر لا يعني ضعفا في السمع، تحدث بنبرة صوت عادية وواضحة.
• لا تخف من استخدام كلمات بصرية: من الطبيعي جدا استخدام عبارات مثل أراك لاحقا أو هل رأيت الأخبار؟، هذه الكلمات جزء من لغتنا اليومية والشخص الكفيف يستخدمها أيضا، تجنبها بشكل متعمد قد يجعل الموقف غريبا ومربكا.
• ناد باسمه: عند التحدث في مجموعة، ناد الشخص الكفيف باسمه ليعرف أن الحديث موجه إليه.

3. عرف بنفسك وعند مغادرتك

عندما تدخل غرفة يوجد بها شخص كفيف، عرف بنفسك دائما، مرحبا يا أحمد، أنا محمد، هذا يزيل الحرج من محاولة تخمين هويتك من صوتك، وبنفس القدر من الأهمية، عندما تنوي مغادرة المكان، أعلمه بذلك، سأذهب الآن يا أحمد، هذا يجنبه الإحراج من الاستمرار في الحديث مع شخص لم يعد موجودا.

دعم وكيفية التعامل مع الكفيف في الحياة اليومية

ننتقل إلى مواقف عملية محددة توضح كيفية التعامل مع الكفيف في الحياة اليومية.

كيفية توجيه الكفيف أثناء المشي

تقديم المساعدة في المشي يتطلب اتباع آداب مساعدة الكفيف الصحيحة لضمان سلامته وراحته.

• اعرض ذراعك، لا تمسك بذراعه: الطريقة الصحيحة هي أن تقدم له مرفقك وتدعوه ليمسك به، لا تمسك أنت بذراعه أو تدفعه أمامك، فهذا يفقده السيطرة والإحساس بالبيئة.
• امش بنصف خطوة أمامه: عندما يمسك بذراعك، فإن حركة جسدك ستكون مؤشرا طبيعيا له، سيشعر بتوقفك أو استعدادك لصعود الدرج قبل أن تخبره.
• كن عينيه الواصفتين: تحدث أثناء المشي، نحن نقترب من رصيف الآن، هناك درج يتجه للأسفل على بعد خطوتين، الباب على يميننا.
• عند الممرات الضيقة: حرك ذراعك التي يمسك بها إلى خلف ظهرك، هذه إشارة متفق عليها عالميا تعني أنه يجب عليه أن يمشي خلفك مباشرة ليمر من المكان الضيق.

في المواقف الاجتماعية والمناسبات

• وصف المكان: عند الوصول إلى مكان جديد، خذ دقيقة لوصف المكان له، نحن في غرفة كبيرة، الأريكة على يسارنا مباشرة، والطاولة أمامنا.
• عند تقديم الطعام والشراب: اشرح له محتويات طبقه وموقعها باستخدام طريقة الساعة، اللحم عند الساعة 6، الأرز عند الساعة 3، والسلطة عند الساعة 9، لا تملأ كأسه حتى حافته.
• لا تغير مكان الأشياء: في منزله أو مكتبه، تجنب تغيير مكان الأثاث أو أغراضه الشخصية دون إعلامه، إنه يعتمد على ذاكرته المكانية للتنقل بثقة.
• الأبواب: إما أن تتركها مفتوحة بالكامل أو مغلقة بالكامل، الأبواب شبه المفتوحة تشكل خطرا كبيرا.

التعامل مع الأطفال المكفوفين

التعامل مع الأطفال المكفوفين يتطلب لمسة إضافية من الحساسية والتشجيع.

• شجع الاستكشاف: وفر له ألعابا ذات ملمس وأصوات مختلفة، دعه يلمس ويتعرف على الأشياء من حوله بأمان.
• استخدم اللغة الوصفية باستمرار: صف له كل شيء تفعله وكل ما يحيط به، هذا يساعده على بناء صورة ذهنية غنية للعالم.
• عزز الاستقلالية: لا تفرط في حمايته، علمه كيفية أداء مهامه اليومية بنفسه، مثل ارتداء ملابسه وتناول طعامه، هذا يبني ثقته بنفسه.
• ادمج حواسه الأخرى: اعتمد على الأنشطة التي تحفز السمع واللمس والشم.

أدوات مساعدة للكفيف

جزء مهم من معرفة كيفية التعامل مع الكفيف هو إدراك أن التكنولوجيا قد غيرت قواعد اللعبة، أصبح لدى المكفوفين اليوم مجموعة مذهلة من أدوات مساعدة للكفيف تمكنهم من تحقيق مستويات غير مسبوقة من الاستقلالية.

• التطبيقات الناطقة على الهواتف الذكية: يمكن للهواتف الذكية قراءة النصوص، التعرف على الألوان والعملات، ووصف الصور.
• العصا الذكية: تستخدم الموجات فوق الصوتية لتنبيه المستخدم من العقبات العلوية.
• وسائل تعليمية للمكفوفين: من أجهزة برايل الإلكترونية إلى البرامج التعليمية الناطقة، أصبحت فرص التعلم أكبر من أي وقت مضى.

عند التعامل مع شخص كفيف، كن على دراية بأنه قد يستخدم إحدى هذه التقنيات، فلا تندهش أو تقاطع عمله معها.

دمج الكفيف في المجتمع

إن الهدف النهائي من تعلم كيفية التعامل مع الكفيف هو الوصول إلى مجتمع دامج يشعر فيه كل فرد بقيمته ومساهمته.

• في العمل: ركز على قدراته ومهاراته، وليس على إعاقته، قدم التسهيلات المعقولة التي قد يحتاجها لأداء عمله.
• في المدرسة: تشجيع الأطفال على التفاعل الطبيعي مع زملائهم المكفوفين يبني جيلا أكثر تفهما وتقبلا.
• في الأماكن العامة: تعامل باحترام، قدم المساعدة عند الحاجة، وساهم في جعل البيئة المحيطة أكثر سهولة للوصول والتنقل.

هل تبحث عن خيارات متقدمة لعلاج مشاكل العيون؟ تعرف على خدماتنا في عيادة د. حنتيرة للعيون بجدة حيث نوفر أحدث التقنيات مثل عملية السوبراكور لتصحيح النظر لمساعدتك على استعادة رؤيتك بأمان وفعالية.